منطقة مشتعلة

تمثل التطور الأبرز المتعلق بالمنطقة بصدور مذكرات اعتقال بحق نتنياهو وغالانت ومحمد الضيف، وأسقط من قرار الاعتقال كل من إسماعيل هنية ومحمد السنوار اللذين قتلا في وقت سابق.

وبذلك تكون الجولة الأولى من المواجهة الدولية بين قضاة المحكمة من جهة، وبين إسرائيل والولايات المتحدة الأميركية قد حسمت بعد تأخير لعدة أشهر. الا ان هذا القرار يبشر بمواجهة اكثر احتداما مع المجتمع الدولي، حيث ان الولايات المتحدة الأميركية رفضت القرار، وكان مجلس الشيوخ الأميركي يهدد بفرض عقوبات على القضاة في حال اصدروا المذكرات. كما ردود الفعل الإسرائيلية تمعن في سلوك طريق انتهاك القانون الدولي المتكرر بأكثر من طريقة. ففي يوم صدور مذكرات الاعتقال قتل الجيش الإسرائيلي 60 فلسطينيا في شمال غزة في قصف على مساكن ومدرسة مضيفا بذلك جريمة حرب جديدة الى سجله.

كما ان المسؤولين الإسرائيليين ردوا بعدوانية متزايدة على القرار فاعتبره نتيناهو معاديا للسامية، في حين اقترح وزير المال ان يكون الرد بإعلان السيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية. الا ان دول الاتحاد الأوروبي معها دول عربية ومنظمات دولية اعتبرت ان من واجب الجميع الالتزام بقرار المحكمة وأبدت بعض الدول استعدادها لتنفيذ مذكرات الاعتقال. 

من جهة أخرى، وفي ما يتصل بالمفاوضات لوقف اطلاق النار في لبنان، سربت إسرائيل نسخة عن مسودة الاتفاق مختلفة عما هو متداول في لبنان. وتتضمن النسخة الإسرائيلية تأكيدا على النقاط المعترض عليها لبنانيا، لا بل ابعد من ذلك هي تربط بين تنفيذ القرار 1701 الخاص بجنوب الليطاني، وبين القرار 1559 المتعلق بنزع سلاح الميليشيات ومراقبة الحدود ومنع التسليح في كل لبنان. ويشير ذلك الى نقطة الخلاف الفعلية بين المفاوضين، وهي أيضا نقطةخلافية في الوضع الداخلي في لبنان، باتت أكثر ظهورا في النقاش السياسي الداخلي بما في ذلك الاعتراض على كون التفاوض يجري فعليا مع حزب الله وحول مطالب حزب الله، مع تغييب للمؤسسات اللبنانية ورأي اغلبية اللبنانيين. 

التطورات الدولية 

أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكّرتَي اعتقال بحق رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت، على خلفية مسؤوليّتهما عن ارتكاب جيش الاحتلال الإسرائيلي جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في الحرب المستمرّة ضدّ الفلسطينيّين في غزّة. وكان المدّعي العام في المحكمة، كريم خان، قد طلب إصدار مذكّرات التوقيف في أيار الماضي، وتأخّر صدورها بفعل الحملة السياسية الإسرائيلية على المحكمة وعلى خاننفسه. وفي سياق متصل قالت وكالة رويترز ان المحكمة إصدرت ايضا أمر اعتقال بحق القائد العسكري لحركة حماس محمد الضيف

وفي المواقف التي صدرت تعقيبا على القرار:

- أعلن مفوض الخارجية في الاتحاد الاوروبي جوزيف بوريل ان أمر الجنائية الدولية باعتقال نتنياهو وغالانت ليس سياسيا ويجب احترام قرار المحكمة وتنفيذه من قبل كل الدول الأعضاء في الاتحاد الاوروبي
- قال رئيس الوزراء البريطاني أن حل الدولتين في إطار اتفاق شامل للسلام هو الحل الوحيد للأزمة
- قالت وكالة رويترز عن وزير الخارجية الهولندي ان هولندا مستعدة لتنفيذ أمر المحكمة الجنائية الدولية في حق نتنياهو
- اعلنت وزارة الخارجية الفرنسية ان موقف فرنسا الملتبس تجاه أمر اعتقال نتنياهو سيكون متوافقا مع مبادئ الجنائية الدولية
- دعت نائبة رئيس وزراء بلجيكا الدول الأوروبية إلى تنفيذ مذكرات التوقيف التي أصدرتها المحكمة الجنائية الدولية
- قالت منظمة العفو الدولية ان لا أحد فوق القانون الدولي سواء كان مسؤولا حكوميا منتخبا أو غير منتخب
- قال مستشار ترامب للأمن القومي: "توقعوا رداً قوياً في يناير المقبل ضد المحكمة الجنائية الدولية والأمم المتحدة"
- قال وزير الدفاع الإسرائيلي ان أوامر اعتقال نتنياهو وغالانت وصمة عار أخلاقية معادية للسامية وتحط من العدالة
- أعلن الوزير الاسرائيلي ايتمار بن غفير ان الرد على أوامر الاعتقال يكون بفرض السيادة على جميع مناطق الضفة الغربية وتعزيز الاستيطان

التطورات الميدانية في لبنان