منطقة مشتعلة
العدد ١٨ - ١٤ تشرين أول/اكتوبر ٢٠٢٤
حصار شمال قطاع غزة وحريق لبنان
حرب قتل وابادة غير مسبوقة تخضوها الحكومة الإسرائيلية ضد الشعبين الفلسطيني واللبناني. وفيما تتركز الاتصالات الديبلوماسية في العالم وفي المنطقة على محاولة ضبط إيقاع التصعيد المتبادل بين إيران وإسرائيل، والرد والرد المضاد ومخاطر الحرب الإقليمية المفتوحة من جهة أولى؛ وفيما يرافق ذلك تركيز مواز على التصعيد الميداني بين حزب الله وإسرائيل وحرب المسيرات والمعارك البرية؛ فإن حكومة نتنياهو والجيش الإسرائيلي يمعنون في ارتكاب جرائم الحرب على كل الجبهات.
فشمال غزة يشهد طورا جديدا من الإبادة الجماعية تشمل الناس والبيوت والقضاء على كل اشكال الحياة الحالية والمستقبلية دون ان تسلط الأضواء الكاشفة على هذه الجريمة. اما في لبنان، فإن الطائرات الإسرائيلية تتجول في كل لبنان من جنوبه الى شماله لتقتل المدنيين دون حساب، وتهاجم قوافل المساعدات، وتقتحم مواقع قوات اليونيفيل. وهذه كله جرائم حر ب موصوفة لا لبس فيها، دون ان تلاقي الاعتراض او الردع الدولي الفعال.
غزة جحيم لا ينتهي
أدان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش وقوع أعداد كبيرة من المدنيين بسبب تكثيف الحملة العسكرية الإسرائيلية شمال غزة، بما في ذلك في المدارس التي تأوي النازحين الفلسطينيين. وحث الأمين العام أطراف الصراع على الامتثال للقانون الدولي الإنساني وشدد على ضرورة احترام وحماية المدنيين في جميع الأوقات.
وقد زار فريق من عدة وكالات أممية مستشفى الأقصى لتقييم احتياجات الناس، بعد هجوم ليلة أمس. ومن بين 100 أسرة كانت تقيم في ساحة المستشفى، تضررت 40 أسرة فقد نصفهم أماكن إيوائهم ومتعلقات أخرى في الحريق. يضم الفريق ممثلين عن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية ومنظمة الصحة العالمية ودائرة الأمم المتحدة للإجراءات المتعلقة بالألغام ومكتب حقوق الإنسان.
وقال فيليب لازاريني المفوض العام للوكالة إن قصف مدرسة الأونـروا في النصيرات أدى إلى مقتل 20 شخصا وفق ما أفادت به التقارير. وأضاف أن المدرسة كان من المقرر أن تُستخدم لتنفيذ الجولة الثانية لحملة التطعيم ضد مرض شلل الأطفال التي بدأت اليوم.
بدوره قال مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان يوم الاثنين إنه يشعر بالصدمة إزاء الضربات الإسرائيلية العنيفة المستمرة منذ أكثر من أسبوع على شمال قطاع غزة، حيث قال إن عشرات الآلاف من المدنيين محاصرون دون طعام أو إمدادات. وأضاف في بيان “في ظل تصاعد الأعمال القتالية في أنحاء الشرق الأوسط، يبدو ان الجيش الإسرائيلي يعزل شمال غزة تماما عن بقية القطاع وينفذ أعمالا قتالية وسط تجاهل تام لحياة المدنيين الفلسطينيين وأمنهم”. وذكر أنه تلقى تقارير تفيد بأن القوات الإسرائيلية أقامت حواجز رملية عند مفترق طريق رئيسي، مما أدى فعليا إلى “إغلاق شمال غزة” وإطلاق النار على أولئك الذين يحاولون الفرار
واعتبر منسق الشؤون الإنسانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، مهند هادى، إن إسرائيل تزيد من ضغطها على نحو 400 ألف شخص ما زالوا موجودين في شمالي قطاع غزة لإجبارهم على الرحيل إلى جنوبه. مؤكدا الرفض التام للحصار العسكري الذي يتم فرضه والذي يحرم المدنيين من مقومات الحياة الأساسية. وأشار إلى أن الأسبوعين الماضيين شهدا نزوح أكثر من 50 ألف شخص من منطقة جباليا التي صارت معزولة إثر الحصار الإسرائيلي، بينما ما زال آخرون عالقين في منازلهم وسط تزايد عمليات القصف والقتال. وأضاف المنسق الأممي أن العمليات العسكرية الأخيرة في شمال غزة أدت إلى إغلاق آبار المياه والمخابز والنقاط الطبية ومراكز الإيواء، فضلًا عن تعليق خدمات الحماية وعلاج حالات سوء التغذية وأماكن التعليم المؤقت.. وفي الوقت نفسه، شهدت المستشفيات تدفق أعداد كبيرة من المصابين بإصابات حرجة.
وفي التطورات الميدانية، وفي اليوم الـ 374 من العدوان على غزة واصلت إسرائيل شن غارات جوية عنيفة على شمالي القطاع المحاصر، كما واصلت عمليات الهدم والقصف الكثيف لمنطقة جباليا لليوم العاشر على التوالي.
وقالت وزارة الصحة بغزة إن الاحتلال الإسرائيلي ارتكب 4 مجازر في قطاع غزة راح ضحيتها 62 شهيدا و220 مصابا خلال يوم واحد، وبذلك يرتفع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي إلى 42 ألفا و289 شهيدا و98 ألفا و684 مصابا منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
التطورات الميدانية في لبنان
في اليوم ال22 للعدوان الاسرائيلي على لبنان واصلت اسرائيل قصفها العنيف واستهداف المدنيين والمراكز الصحية، فنفذت احزمة نارية خصوصا في البقاع بين منطقتي رياق وبعلبك، وارتكبت مجزرة باستهداف المدنيين حيث سقط 22 شهيد في بلدة ايطو (زغرتا) التي تستهدف للمرة الأولى منذ الحرب في 8 أكتوبر. كما استهدفت الغارات الجوية قافلة مساعدات مكونة من 5 شاحنات ترفع علم الصليب الاحمر اللبناني في منطقة العين مما ادى الى تضرر ثلاث شاحنات. كما واصل الجيش الاسرائيلي استهدافه المراكز الصحية والاسعافية حيث شن غارة جوية دمرت مركز الهيئة الصحية الاسلامية في بلدة يحمر الشقيف وافيد عن اصابة من كان بداخله من مسعفين. و استهداف الجيش الاسرائيلي محيط مستشفى دار الامل في البقاع.
بخصوص انذارات الاخلاء فقد انذر الجيش الاسرائيلي 25 بلدة وقرية جديدة اليوم، مما رفع مجموع البلدات التي طلب الجيش الإسرائيلي اخلاءها الى129 قرية في محافظتي الجنوب والنبطية، منها 82 تقع جنوب نهر الليطاني، و 26 قرية تقع بين نهري الليطاني والأولي، وهو ما يمثل 8% من إجمالي مساحة لبنان. كما طالب سكان البقاع وضاحية بيروت الجنوبية بمغادرة منازلهم بحجة وجود مقرات أو مراكز لحزب الله.
وتكشف الخرائط تأثر 32% من المساحة الإجمالية للبنان بدعوات الإخلاء وعمليات النزوح الجماعي نحو الشمال أو إلى الحدود السورية.
حزب الله وفي عملية وصفت بالمركبة والمعقدة استطاع اختراق منظومة الدفاع الجوي الإسرائيلي والقبة الحديدة وتوجيه ضربة وصفت بالقاسية للجيش الإسرائيلي (4 جنود قتلوا وجرح اكثر من ستين) باستهداف معسكر لواء جولاني الذي يعد من أقوى الألوية في الجيش الإسرائيلي، وهو اللواء الوحيد الذي استمر في العمليات العسكرية منذ تأسيسه، وله أهمية كبيرة لدى إسرائيل. كما استمر باستهداف شمال ووسط اسرائيل بالعشرات من الصواريخ.
وفي حصيلة العدوان سقط 2332 شهيدا و10788 جريحا منذ بدء العدوان، وحصيلة يوم أمس 26 شهداء و90 جريحاً
أما الحصيلة التفصيلية فهي كالتالي: جنوب لبنان: 3 شهداء و48 جريحا، النبطية: 29 جريحا، البقاع: 5 جرحى، بعلبك الهرمل: 2 جرحى, الشمال: 23 شهيد و6 جرحى