
التقرير السنوي لشبكة المنظمات العربية غير الحكومية للتنمية لعام 2024
التقرير السنوي لشبكة المنظمات العربية غير الحكومية للتنمية لعام 2024
الرجاء الضغط هنا لقراءة التقرير
مقدمة - الدفاع عن الحقوق وسط الاضطرابات: نضال المجتمع المدني من أجل العدالة في عام 2024
شهد عام 2024 تحديات كبيرة وتطورات متسارعة على الصعيدين الإقليمي والدولي، حيث استمرت المنطقة العربية في مواجهة النزاعات المسلحة في أكثر من دولة، بما فيها السودان وليبيا، وخاصة الحرب الإسرائيلية على فلسطين ولبنان. هذه النزاعات عكست مدى هشاشة النظام العالمي وضعف أدواته المعنية بحماية المدنيين وتطبيق القوانين الدولية، لا سيما القانون الدولي الإنساني. أسفرت هذه النزاعات عن تصعيد الانتهاكات ضد حقوق الإنسان في المنطقة، مما وضع المجتمع المدني في موقف صعب، حيث أصبح يتعين عليه الدفاع عن حقوق الإنسان وحماية المدنيين في ظروف غير مواتية.
كما أن هذه النزاعات أثرت بشكل كبير على علاقة المجتمع المدني بالجهات المانحة، التي ضاعفت من شروطها، مما أدى إلى تقييد حرية التعبير وصعوبة ممارسة دوره في الدفاع عن الحقوق وحماية المدنيين. هذه التطورات تعكس الخلل في العلاقات الدولية والأزمة التي يعاني منها النظام الدولي، مما يهدد الاستقرار العالمي ويجعل من الصعب تحقيق العدالة في مناطق النزاع.
بالإضافة إلى التحديات الإقليمية، شهد عام 2024 تطورات عالمية مهمة شكلت المشهد الذي يعمل فيه المجتمع المدني. حيث أصدرت محكمة العدل الدولية رأيًا استشاريًا تاريخيًا، معتبرةً احتمال حدوث إبادة جماعية في غزة وداعية إلى وقف إطلاق النار الفوري من إسرائيل. كما اتهمت المحكمة الجنائية الدولية قادة إسرائيليين وحركة حماس بارتكاب جرائم حرب، مما يعكس الصراع الدولي المستمر من أجل المحاسبة والعدالة في مناطق النزاع.
وفي الولايات المتحدة، جلب انتخاب الرئيس ترامب جدول أعمال يركز على إنهاء الصراعات وإعادة النظر بالعلاقات التجارية والاستثمارات التي تخدم مصالح الولايات المتحدة اولا. ومع ذلك، واجهت هذه التغيرات تحديات كبيرة أمام المنظمات الدولية، بما في ذلك مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، ومنظمة الصحة العالمية، ووكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، والمحكمة الجنائية الدولية. وقد شكل موقف إدارة ترامب من مؤسسات العدالة الدولية تهديدًا للجهود العالمية في مجال حقوق الإنسان، خاصة مع تهديدها بفرض عقوبات على أعضاء المحكمة الجنائية الدولية والمدعين العامين الذين أدانوا تصرفات إسرائيل في غزة، بالإضافة إلى وقف تمويل عدد من منظمات دولية معنية بالتنمية وحقوق الإنسان.
وفي أوروبا، شهدت الانتخابات في أكثر من دولة أوروبية صعودًا للقومية، مع تحول نحو اليمين وتعزيز تأثير الأحزاب القومية، مما زاد من تعقيد ديناميكيات الشراكات الدولية والحوكمة العالمية. وعلى الساحة العالمية، سلطت قمة الأمم المتحدة للمستقبل الضوء على التحديات الكبرى في مجالي السلام والأمن، فضلاً عن القضايا المتعلقة بالحوكمة العالمية، وخاصة داخل مجلس الأمن الدولي. وأكدت القمة على ضرورة المضي قدمًا في جدول أعمال 2030 للتنمية المستدامة، وتطوير أدوات وآليات تمويل التنمية، مشيرةً إلى الحاجة الملحة لاتخاذ خطوات ملموسة لمواجهة تغير المناخ. كما أبرزت المناقشات التداخل بين التحديات العالمية، حيث يعد تغير المناخ قضية مركزية تتطلب إجراءات فورية وحاسمة. كما توقفت القمة عند ضرورة اعتماد اتفاقية دولية جديدة للرقمنة، تساهم في حماية البيانات الشخصية وتوفر حوكمة ديمقراطية وتضمينية للإنترنت والرقمنة بشكل عام، تحقيقًا للعدالة والمساواة. الا ان مخرجات القمة لم تكن على مستوى التحديات.
في خضم هذه الازمات والتحديات، ظلت شبكة المنظمات العربية غير الحكومية للتنمية ملتزمة بمهمتها في تعزيز حقوق الإنسان، والعدالة الاجتماعية، والتنمية المستدامة. هذا التقرير يسلط الضوء على جهودنا المشتركة في الدفاع عن حقوق المجتمعات المهمشة، ويعرض صمود أعضاء الشبكة وشركائنا في مواجهة هذه التحديات. من خلال مجموعة من المبادرات والشراكات الاستراتيجية والدعوة المستمرة، عملنا على تلبية احتياجات المجتمعات المتضررة في المنطقة، مع السعي لبناء شبكة أقوى وأكثر فعالية قادرة على تحقيق التغيير المستدام.
ونحن نتأمل في إنجازات العام الماضي، فإننا نتقدم بأعمق تقدير لأعضائنا وشركائنا وداعمي الشبكة لالتزامهم الثابت بمهمتنا المشتركة. ومع تطلعنا للمستقبل، نواصل العمل من أجل تعزيز شبكتنا، والمشاركة الفعالة في الدفاع عن حقوق الإنسان، وتحفيز المزيد من المشاركة في نضالنا المشترك من أجل تحقيق مجتمع عادل ومتساوٍ.
التقرير السنوي لشبكة المنظمات العربية غير الحكومية للتنمية لعام 2024
الرجاء الضغط هنا لقراءة التقرير