Oct 13, 2024
منطقة مشتعلة - العدد ١٧

منطقة مشتعلة

العدد ١٧ - ١٤  تشرين أول/اكتوبر ٢٠٢٤


القتل والتجويع مستمران في جباليا في شمال قطاع غزة


أكدت مقررة الأمم المتحدة في الأراضي الفلسطينية فرانشيسكا البانيزي ان الجيش الإسرائيلي يرتكب مذبحة في شمال غزة وبالتحديد في جباليا، مشيرة الى ان الفلسطينيين يُقتلون بوحشية، وبأسلحة متطورة بتمويل ودعم غربيين. هذا التصريح جاء ليؤكد ما نشرته صحيفة هآرتس الإسرائيلية حول "خطة الجنرالات" التي اكدت ان كل من بقي في شمال قطاع غزة محاصرٌ وسيتم تجويعه.


ففي اليوم التاسع للعملية العسكرية الإسرائيلية في شمال غزة وتحديداً في منطقة جباليا، يقوم الجيش الإسرائيلي بفصل مناطق شمال القطاع عن مدينة غزة عبر السيطرة على المحاور ومفترقات الطرق الرئيسية بالآليات العسكرية ووضع سواتر ترابية عالية.


وفي لبنان، تصعيد ناري إسرائيلي مسعور لحرق الذاكرة ومحو التراث، وضغط بالنار لسحب قوات اليونيفيل من الجنوب.

 

غزة: احتراق خيام النازحين بمن فيها


ليلاً، ارتكبت اسرائيل جريمة حرب وحشية بقصفها للمرة السابعة منذ 7 أكتوبر خيام النازحين في مستشفى شهداء الأقصى في وسط غزة مما أدى الى حرق اطفال ونساء ومدنيين اخرين حتى الموت، وقد أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة الإثنين 14 أكتوبر/تشرين الأول 2024، عن مقتل 3 فلسطينيين على الأقل ووقوع 40 إصابة، بينها إصابات خطيرة" في قصف إسرائيلي طال "خياماً للنازحين داخل أسوار مستشفى شهداء الأقصى"، في دير البلح.. إضافة لمقتل ما لا يقل عن 22 شخصاً بينهم 15 طفلا وامرأة وإصابة حوالي 80 آخرين في قصف مدرسة بمخيم النصيرات وسط قطاع غزة، ليرتفع عدد مراكز النزوح التي قصفها  منذ أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي إلى 191 مركزا.


وكان المكتب الإعلامي الحكومي في غزة قد أعلن نهار الأحد ان الجيش الاسرائيلي يرتكب مجازر في محافظات الشمال قتل فيها أكثر من 300 شخص، ويعمل على منع وصول الوقود إلى مستشفيات الشمال، وان خطة تهجير الفلسطينيين من شمال القطاع هي مخطط أمريكي إسرائيلي. ودعا المجتمع الدولي وروسيا والصين بالخصوص إلى التدخل لوقف الجرائم، كما طالب بملاحقة مجرمي الحرب الإسرائيليين في المحاكم الدولية ومحاسبتهم على أفعالهم. 



صرحت منسقة الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في الأراضي الفلسطينية، في بيان لها، أن "القوات الإسرائيلية ترتكب مذبحة أخرى في شمال القطاع، حيث يتعرض الفلسطينيون في جباليا للقتل بقسوة وسادية باستخدام أسلحة متطورة وبتمويل ودعم غربيين". وأضافت أن العمليات العسكرية الإسرائيلية في جباليا أودت بحياة العشرات من المدنيين، معظمهم من النساء والأطفال، وذلك في إطار حملة عسكرية مكثفة تشنها إسرائيل على شمال القطاع منذ أيام. وأشارت الأمم المتحدة إلى أن الأوضاع الإنسانية في تلك المناطق تزداد سوءًا، مع صعوبة وصول المساعدات الطبية والإغاثية للضحايا.


طالبت منظمات دولية ومؤسسات حقوق الإنسان بضرورة التدخل العاجل لوقف "المجازر" التي تُرتكب في قطاع غزة، لاسيما مناطق الشمال. ودعت المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته والضغط على إسرائيل لوقف العمليات العسكرية التي تستهدف المدنيين والبنية التحتية في القطاع، والعمل على حماية السكان الفلسطينيين.

 

التطورات الميدانية في لبنان


 يوم ناري حاولت إسرائيل خلاله حرق ذاكرة أهل الجنوب والبقاع عبر استهداف مباني ومناطق تُصنَّف تراثية استخدمت فيها أسلحة محرمة دولياً، ونفذ الجيش الاسرائيلي سلسلة من الغارات العنيفة في الجنوب والبقاع وجبل لبنان، واستهدف بلدة بقسطا (صيدا) للمرة الاولى، ودمر سوق النبطية الاثري، مع استمرار الهدوء النسبي في بيروت وضاحيتها الجنوبية. ولعل أخطر ما قام به الطيران الإسرائيلي هو جريمة التدمير الممنهج للأسواق التاريخية في مدينة النبطية التي تحتوي على 350 محلا تجاريا بالإضافة الى مكاتب للمهن الحرة والتي شكلت نبض المدينة والمنطقة المحيطة بها. يذكر ان بعض المباني تعود الى عصر المماليك. وكان الهدف من هذه الجريمة هو محو تراث لبنان.


زعم الجيش الإسرائيلي، للمرة الاولى منذ بداية مناورته البرية على الحدود اللبنانية، انه اسر مقاتل من "حزب الله"، وأن قوات "اللواء 8" تخوض اشتباكات وجها لوجه مع مقاتلين من حزب الله. المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي افيخاي ادرعي أصدر امراً جديداً بإخلاء 21 قرية وبلدة جنوبية الى ما بعد نهر الاولي شمالاً، وحذر السكان بالامتناع عن السفر جنوباً والعودة إلى منازلهم أو إلى حقول الزيتون الخاصة بهم وقال إنّها مناطق قتال خطيرة. كما نفذ الجيش الإسرائيلي تحذيره أمس باستهداف مركبات الاسعاف والانقاذ مهما كان نوعها واستهدف سيارتي إسعاف للصليب الأحمر اللبناني في قرية صربين – بنت جبيل - رغم تأكيد الصليب الأحمر على التنسيق واخذ الاذن من قوات اليونيفيل.


  من جهته نفى حزب الله اسر أي من مقاتليه واكد على استمرار تصديه لمحاولات التوغل الإسرائيلية خصوصا على محور بلدة رامية، حيث فجر مقاتلوه عبوتين ناسفتين بالقوات التي حاولت التسلل. واستمر في إطلاق عشرات الصواريخ نحو شمال إسرائيل واستهداف حشود الجيش الإسرائيلي على الحدود.

 

صدر عن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة العامة بيان أعلن أن غارات إسرائيل يوم أمس على لبنان أسفرت عن 51 شهيدا و174 جريحا، توزعوا كالتالي:


- جنوب لبنان: 14 شهيدا و 63 جريحا

- النبطية: 10 شهداء و 50 جريحا

- البقاع: 3 شهداء و 11 جريحا

- بعلبك الهرمل: 13 جريحا

- جبل لبنان: 22 شهيدا و 33 جريحا

- الشمال: شهيدان و 4 جرحى 



بذلك ترتفع الحصيلة الإجمالية للشهداء منذ بدء العدوان حتى يوم أمس إلى 2306، والجرحى إلى 10698.



التطورات السياسية في لبنان  

رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي أصدر بياناً قال فيه "ان لبنان يدين موقف نتنياهو والعدوان الاسرائيلي على اليونيفيل، ويجدد تمسكه بالشرعية الدولية وبالقرار 1701 وبدور قوات الامم المتحدة في الجنوب وتعاونها الايجابي مع الجيش، ويطالب المجتمع الدولي بموقف حازم يوقف العدوان الاسرائيلي على لبنان والشرعية الدولية ايضا".

ويستمر النقاش حول المبادرة الرئاسية (بيان عين التينة نسبة الى مقر رئيس مجلس النواب) والتي تدعو الى فصل مسار غزة عن لبنان، ووقف إطلاق النار وتنفيذ القرار الدولية 1701 وارسال الجيش الى الجنوب وانتخاب رئيس للجمهورية. تفاوتت المواقف بين مع يسعى الى تحويله الى مبادرة وطنية جامعة (النائب الاشتراكي وائل أبو فاعور) ومن يدعو الى تطبيق القرار 1701 بكامل بنوده وعلى راسها القرار 1559 (النائب المعارض ميشال معوض رئيس حركة الاستقلال).

قدر الخبير الاقتصادي د. ايلي يشوعي العميد السابق لكلية الاقتصاد في جامعة القديس يوسف ان حجم الخسائر حتى تاريخه بلغ بحدود 18 مليار دولار أي ما يوازي الدخل القومي اللبناني وطالت الخسائر قطاعات الزراعة (3 مليارات) والصناعة (مليارين) والسياحة (مليارين) بالإضافة الى الخسائر المادية في المباني والممتلكات (8 مليار) وتوقف تحويلات المغتربين (3 مليار). هذا بالإضافة الى توقعاته بان يكون النمو سالباً. ما يعني ان وقف إطلاق النار فورا بات امرا ضروريا لئلا تصل الأمور الى اللاعودة.


كما قدر رئيس جمعية تجار بيروت ان ثلث اللبنانيين يعملون، وثلث اللبنانيين باتوا نازحين والثلث الأخير فقد عمله من دون ان يكون نازحا بسبب الركود الاقتصادي، ان هذا الواقع الخطير الذي يعاني منه لبنان نتيجة دخول المرحلة القاتلة.

نقيب الصيادلة في لبنان جو سلوم أعلن انه هناك صعوبة في استيراد الأدوية من الخارج لأنّ المطار تحوّل للطائرات المدنيّة فقط والمساعدات التي تأتي إلى لبنان لا تصل إلى الصيدليات. كما أعلن انه من أصل 3400 صيدلية توقّف ثلث الصيدليات عن العمل وهناك حوالي 400 إلى 500 صيدلية موجودة في الأماكن التي تتعرّض للعدوان ما زالت مستمرّة بعملها باللحم الحي، وتوجّه بنداء إلى الصليب الأحمر واليونيفيل وإدارة الطوارئ والحكومة لوضع خطّة من أجل سحب الأدوية من الصيدليات المقفلة بالتنسيق مع النقابة وأصحاب هذه الصيدليات.

 البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي دعا اللبنانيين إلى أن يكونوا " بِذار السلام في شتاء الحرب".
 
الاستجابة الإنسانية في لبنان

وصلت طائرة سعودية تحمل 40 طن من المساعدات الإغاثية والطبية الى مطار بيروت، كجزء من جسر جوّي سعودي من مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانيّة. كما وصل مع الطائرة فريق متخصّص بمساعدة النازحين.

وفي لقائه مع السفير السعودي السابق في لبنان علي عوض العسيري، أكد رئيس مجلس الوزراء أن " المساعدات السعودية هي البداية. وسيتم اطلاع السفير على ما يلزم لبنان من أمور طارئة". ومن جهته أشار العسيري إلى أن "المملكة العربية السعودية لن توفر جهداً لتقديم المساعدة للشعب اللبناني، خصوصاً في هذه الظروف الصعبة".

السفير القطري في لبنان سعود بن عبد الرحمن آل ثاني، أكّد أن دولة قطر أرسلت أكثر من 50 طناً من المساعدات الطبية الإغاثية" حتى الان، مشيراً إلى أن "الدعم القطري مستمر للبنان ودائم، وحطّت طائرة قطرية جديدة، تحمل مساعدات طبية للنازحين. وزير الاقتصاد أمين سلام أكد ان توزيع المساعدات على النازحين يتم وفق آلية مراقبة لضمان وصولها الى مستحقيها.

أشار وزير الصحة الى أنه تم استحداث غرفة لتنسيق المساعدات واستلامها ومكننتها وتوزيعها لتأمين قدر كبير من الشفافية مع المواطنين”. وأعلن عن وجود 850 مركز إيواء في مناطق آمنة و250 مركزاً غير مسجّل، وان الوزارة تؤمّن الأدوية فقط، أمّا الاحتياجات الاخرى فهي نتاج جهود شخصيّة وتحرّك بعض الجهات الدوليّة المانحة. والعمل جار لتأمين الاستمرارية.

المديرة التنفيذية لليونيسف قالت في حديث مع CNN ان ما يحدث في لبنان هو تحدي لقدرات المنظمة التي بكل تأكيد هي بحاجة لمزيد من الموارد للاستجابة.
 
التطورات الدولية 

حذر وزير خارجية العراق من اتساع نطاق الحرب التي تخوضها إسرائيل في منطقة الشرق الأوسط لتشمل إيران، مما “يهدد مصادر الطاقة ويخلق أزمة عالمية”. وأكد في مؤتمر صحفي مع نظيره الإيراني في بغداد، على رفض الحكومة “استغلال الأجواء العراقية بوصفها جزءاً من فضاء الحرب”، مبيناً أنه “ليس لدى الحكومة العراقية قرار بالحرب"

صرح وزير الدفاع الإسرائيلي من على الحدود الشمالية: "لن نسمح لحزب الله بالعودة إلى المنطقة حتى بعد خروج قواتنا من جنوب لبنان"
 الجيش الإسرائيلي أعلن رفع المستوى القيادي للموافقة على استخدام الأسلحة الثقيلة في ظل مخاوف لديه من الحظر على تصدير الأسلحة لإسرائيل.

الاعتداء على قوات الطوارئ الدولية يستمر وتتعرض لضغوط إسرائيلية للانسحاب من منطقة العمليات:

عبرت وزارة الدفاع الأميركية -البنتاغون - عن قلقها العميق بسبب استهداف الجيش الإسرائيلي النار على مواقع تابعة لقوة اليونيفيل، وأضافت في بيان لها أن وزير الدفاع لويد اوستن أكد في اتصال مع نظيره الإسرائيلي يوآف غالانت إلى ضمان سلامة وأمن قوة الأمم المتحدة المؤقتة لحفظ السلام في لبنان والقوات المسلحة اللبنانية.

رصدت قوات اليونيفيل 3 مجموعات من الجيش الإسرائيلي عبرت الخط الأزرق إلى لبنان، وأوقفوا حركة لوجستية لقواتها قرب بلدة ميس الجبل ومنعوها من إكمال مهمتها. وفي بيان أصدرته الأحد أكدت ان أي هجوم متعمّد على جنود حفظ السلام يشكل انتهاكاً خطيراً للقانون الإنساني الدولي وللقرار 1701. وجاء في البيان أنها طلبت من الجيش الإسرائيلي تفسيرا لهذه الانتهاكات المروعة.

أكد الأمين العام على ضرورة ضمان سلامة وأمن موظفي الأمم المتحدة وممتلكاتها واحترام حرمة مباني الأمم المتحدة في جميع الأوقات دون قيد أو شرط. وشدد على أن الهجمات ضد قوات حفظ السلام تشكل انتهاكاً للقانون الدولي، بما في ذلك القانون الإنساني الدولي. وقد تشكل جريمة حرب. وكرر الدعوة إلى وقف الأعمال العدائية والتنفيذ الكامل لقرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 1701.

أعلن رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو ان رفض سحب قوات اليونيفيل من جنوب لبنان يعني تركهم رهائن بيد حزب الله ويعرض حياتهم وحياة جنود الجيش الاسرائيلي للخطر، وحثّ الأمين العام للأمم المتحدة على نقل قوات اليونيفيل من مناطق القتال في لبنان

مبعوث إسرائيل لدى الأمم المتحدة اعتبر إن إصرار المنظمة الدولية على إبقاء جنود اليونيفيل في خط النار غير مفهوم.


احدث المنشورات
Oct 14, 2024
منطقة مشتعلة - العدد ١٨
Oct 12, 2024
منطقة مشتعلة - العدد ١٦
منشورات ذات صلة
Sep 30, 2024
منطقة مشتعلة - العدد الرابع
Oct 01, 2024
منطقة مشتعلة - العدد الخامس