كوب 28: ما بعد "مجرد وقف النفط" - جورج نصر
يسهل فهم عبارة "أوقفوا النفط"، لكنني كنت قد استصعبت فهمها إلى حين انعقاد كوب 28.
كونها رسالة بسيطة، فهي جذابة؛ هدف بسيط، مقطع صوتي فعال.
من المنطقي بالنسبة لنا التركيز على شيء محدد. هدف يسهل تصوره. ينجذب صناع السياسات إلى بساطة الإطار. يجد السياسيون سهولة في صياغة الرسائل.
لكن كنظام، فهي غامضة. لماذا علينا الوصول إلى هناك؟ كيف نصل إلى ذلك؟
التركيز على شيء واحد لا معنى له بالنسبة للطبيعة الأم. فالأرض نظام معقد، مع أنظمة فرعية وتفاعلات وردود فعل مختلفة. نحن البشر نشكل أحد تلك الأنظمة الفرعية، وتتزايد أهميتنا.
صحيح أننا نسيطر على العالم بشكل غير مسبوق. لقد استغرق الأمر 200 ألف سنة للانتقال من عدد سكان صغير في أفريقيا إلى مليار شخص قبل قرن من الزمان. وفي قرن واحد، زاد عدد سكاننا تسعة أضعاف، معظمهم في العالم النامي. ويصل اليوم إلى نحو 9 مليارات؛ 8 مليارات منهم خارج الدول المتقدمة. لكننا فعلنا ذلك بواردات كبيرة من الطاقة. ومعظم هذه الطاقة تأتي من الهيدروكربونات: الفحم والنفط والغاز الطبيعي.
واليوم، تعادل الطاقة المجمعة من النفط طاقة 10 عمال لكل شخص على هذا الكوكب، يعملون 24 ساعة، سبعة أيام في الأسبوع.
مجرد وقف النفط؟ كل ما عليك فعله هو التوقف عن العمل، خاصة في العالم النامي.
واليوم، يستطيع المزارع الواحد الذي كان يستطيع إطعام 30 شخصًا في عام 1930، أن يطعم أكثر من 100 شخص.
مجرد وقف النفط؟ كل ما عليك هو التوقف عن تناول الطعام، خاصة في العالم النامي.
فلماذا النقاش؟
بسبب انبعاثات ثاني أكسيد الكربون المتزايدة لدينا. وهي تؤثر بشكل متزايد على المناخ، وتأتي معظم هذه الانبعاثات من الهيدروكربونات. لذا فمن المنطقي، من أجل مستقبل مشترك، أن نعمل على خفض انبعاثات الكربون.
لم يكن النقاش في COP28 حول هذا الموضوع.
كان النقاش بين الأهداف والأنظمة. لقد كان النقاش يدور بين أشخاص يريدون نفس النتيجة: عالم أكثر خضرة واستدامة.
لكن أحد الطرفين بدأ من النتيجة؛ مستقبل أخضر بدون انبعاثات هيدروكربونية.
أما الجانب الآخر فقد بدأ من النظام؛ مزيج من التقنيات التي أثبتت جدواها والتي ستوصلنا إلى المستقبل الأخضر.
لقد نجح مؤتمر الأطراف الثامن والعشرين في سد هذه الفجوة. قام بالتركيز على توسع مزيج تكنولوجيا الطاقة. وهذا يعني الهيدروكربونات، ومصادر الطاقة المتجددة، وكذلك الطاقة النووية.
جورج نصر