أطلقت تحذيرات الجوع مرة أخرى بعد أن قال سكان شمال غزة إنهم لم يتلقوا أي مساعدات منذ بداية الشهر، وان نقاط توزيع الأغذية اضطرت للإغلاق بسبب العمليات العسكرية وأوامر الإخلاء. وأكد برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة إنه لم يتم إدخال أي مساعدات غذائية إلى الشمال منذ الأول من أكتوبر/تشرين الأول. وفي الشهر الماضي اتهم المقرر الخاص التابع للأمم المتحدة المعني بالحق في الغذاء إسرائيل بتنفيذ "حملة تجويع" ضد الفلسطينيين.
وفي لبنان، ترافق التصعيد الناري الإسرائيلي مع نشاط ديبلوماسي وسياسي داخلي من اجل وقف إطلاق النار، واجتراح مخرج لبناني للأزمة السياسية والمؤسسية المستمرة.
يوم كامل من التصعيد الناري والتحذيرات المتبادلة بالإخلاء بين اسرائيل وحزب الله، نفذ فيه الجيش الاسرائيلي سلسلة من الاحزمة النارية في البقاع وقصف عنيف في الجنوب وجبل لبنان كما استهدف بلدتي برجا (الشوف) وديربلا (البترون) للمرة الاولى، بينما ساد هدوء نسبي في بيروت وضاحيتها الجنوبية.
وأصدر المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي افيخاي ادرعي تحذيراً للسكان بوجوب إخلاء 23 بلدة وقرية الى حدود شمالي نهر الاولي والامتناع عن التوجّه جنوبًا تجنباً لتعريض حياتهم للخطر. كما وجه تحذيراً باستهداف مركبات الاسعاف والانقاذ مهما كان نوعها ونبهها الى عدم التعامل مع عناصر حزب الله.
من جهته أعلن حزب الله أن مقاتليه قصفوا صباح السبت قاعدة "7200" العسكرية جنوب مدينة حيفا، مستهدفين مصنع المواد المتفجرة فيها بصلية من الصواريخ النوعية. واضاف انه نفذ 24 هجوما على حيفا وصفد وبلدات في الجليل، وتجمعات لجنود، ومواقع عسكرية إسرائيلية في الجليل والجولان. اللافت كان تحذير حزب الله للمستوطنين الإسرائيليين من الاقتراب من التجمعات والقواعد العسكرية داخل الأحياء الاستيطانية في المدن الكبرى، قائلا إنها أهداف للقوة الصاروخية للحزب، وهذه هي المرة الاولى التي يطلب فيها الحزب إخلاء مناطق داخل إسرائيل.
بحسب تقرير لجنة ادارة الكوارث حول الـ ٢٤ ساعة الماضية أي لغاية السادسة مساء السبت، تم تسجيل 78 غارة جوية وقصف على مناطق مختلفة من لبنان تركّزت بمعظمها في الجنوب وضاحية بيروت الجنوبية والبقاع ليصل العدد الإجمالي للاعتداءات منذ بداية العدوان إلى 9,666 اعتداء، منها 524 خلال الاسبوع.
ووفق وزارة الصحة، تم تسجيل 26 شهيداً و144 جريحا، ليرتفع العدد الإجمالي منذ بدء العدوان إلى 2,255 شهيداً 10,524 جريحا، من بينهم 94 شهيداً و74 مصاباً من بين العاملين في القطاع الصحي، واستشهاد 127 طفلاً وإصابة 890 طفلاً خلال الأسابيع الثلاثة الماضية.
اليونيفل اعلنت ان المواقع المستهدفة بشكل متكرر من قبل الجيش الاسرائيلي في جنوبي لبنان تعرضت لأضرار جسيمة.
التطورات السياسية في لبنان
رئيس مجلس النواب نبيه بري أكد خلال اتصاله مع الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون على الموقف الرسمي اللبناني الذي تبنته الحكومة اللبنانية وان لبنان مستعد لتنفيذ القرار ١٧٠١ ونشر الجيش اللبناني على الحدود ووقف إطلاق النار.
وزير الدفاع في الحكومة اللبنانية موريس سليم طلب من على المجتمع الدولي أن يضغط بقوة على اسرائيل لإرغامها على تطبيق القرار 1701 ووقف العدوان على لبنان.
نظم رئيس الهيئة التنفيذية في حزب القوات اللبنانية د. سمير جعجع "مؤتمرا وطنيا" لوقف الحرب في لبنان بمشاركة محدودة من القوى السياسية اللبنانية المعارضة لحزب الله. وصرح بعد المؤتمر ان الحاجة الملحّة تستدعي أولًا التوصل إلى وقف إطلاق النار، وان المعارك السياسيّة والدبلوماسيّة والسياسات المحايدة هي التي توصل لبنان إلى بر. واكد انه لا بدّ من وقفة وطنية في محاولة لوقف مأساة اللبنانيين، واستعادة الدولة، ولا بدّ من خارطة طريق واضحة وشفافة للخروج من المحنة، تبدأ بوقف إطلاق النار، وانتخاب رئيس ذي مصداقية يعمل على تطبيق القرارات 1559، 1680، و1701، وبنود اتفاق الطائف ذات الصلة، ويتعهّد بعدم ترك أي سلاح خارج إطار الدولة، على قاعدة ان كل الشعب رابح ولا غالب او مغلوب. واضاف بأن المجموعة الحاكمة اليوم تتشبث بالسلطة من دون أن تحرّك ساكنًا، ولا ثقة للمجتمع الدولي بالمنظومة الحاكمة الفاشلة التي حوّلت لبنان إلى دولة فاشلة. واضاف ان السياسة العدوانية الإسرائيلية على لبنان تحتم على الجميع عدم الانتظار، فالتاريخ لن يرحم من يتراجع عن معركة بناء الدولة لأنها جوهر وجود لبنان.
الاستجابة الإنسانية في لبنان
منظمة الصحة العالمية قالت انه تم إغلاق 100 مركز للرعاية الصحية في مناطق النزاع في لبنان وإغلاق 5 مستشفيات نتيجة تضرّرها بسبب القصف.
الأمين العام للصليب الأحمر جورج كتانة أكدّ على ان الصليب الاحمر اللبناني ينسق مع اللجنة الدولية للصليب الاحمر واليونيفيل حول كل التحركات والمهمات خصوصا عند التنقل على الحدود وذلك لتأمين حماية المتطوعين. واكد ان قافلات مساعدات تكون مكشوفة وتحمل علامة الصليب الاحمر اللبناني لإيصال المساعدات بأسرع وقت إلى مناطق الخطر والمعزولة.
رئيس لجنة الطوارئ الوزارية ناصر ياسين اعتبر ان موضوع اقتراب فصل الشتاء" أساسيّ في خطة الاستجابة للكوارث ونعمل على تأمين وسائل تدفئة للنازحين في المدارس وعلى ترميم بعض مراكز الإيواء وعلى توفير الملابس"
وفق لجنة الطوارئ الحكومية البيانات التالية:
فتح 1,032 مركزاً لاستقبال النازحين، وقد بلغ عدد المراكز التي وصلت إلى قدرتها الاستيعابية القصوى 863 مركزاً. ولتاريخه، تم تسجيل 187,900 نازحاً (41,000 عائلة) في مراكز الإيواء
سجّل الأمن العام عبور 320,184 مواطن سوري و117,727 مواطن لبناني إلى الأراضي السورية.
الوصول لأكثر من 169,000 شخص بالمساعدات الغذائية والنقدية، وتمت مساعدة 146,000 نازح في 615 مركز بوجبات تغطي حوالي 70 ٪ من الأشخاص المقيمين في مراكز الإيواء
إرسال 18 شاحنة محملة بالمواد الغذائية وإمدادات المياه والنظافة إلى الجنوب لدعم المتضررين على الخطوط الأمامية للمناطق الحدودية،
استخدام حوالي 60 ٪ من المدارس الحكومية حالياً كمراكز لإيواء النازحين، ويتم العمل لضمان استمرار التعلم (وزارة التربية والتعليم العالي)
التطورات الدولية
رئيس مجلس الشورى الايراني (البرلمان) محمد باقر قاليباف وصل الى بيروت بدعوة من رئيس مجلس النواب نبيه بري حاملا رسالة من مرشد الجمهورية الايرانية علي خامنئي. وادلى بتصريح بعد اجتماعه مع بري قال فيه ان إيران تدعم لبنان وانها تعمل على إقامة جسر جوي معه من اجل مساعدة النازحين. ولم يتضمن تصريحه أي مضمون سياسي واضح.
طالبت الدول الـ 10 غير دائمة العضوية بمجلس الأمن الدولي بالوقف الفوري لأي هجوم على قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل)، واعربت هذه الدول في بيان صدر فجر يوم السبت عن "قلقها العميق" بعد هذه الهجمات، واعتبرت أن أي هجوم متعمد على هذه القوات يعد انتهاكا خطيرا للقرار1701 وللقانون الإنساني الدولي، ودعت في الوقت ذاته إلى وقف فوري لإطلاق النار في لبنان والامتثال الصارم للقانون الدولي.
المبعوث الأميركي إلى الشرق الاوسط آموس هوكشتاين قال في مقابلة تلفزيونية أن الولايات المتحدة ملتزمة بتعزيز الجيش اللبناني ونشره في الجنوب واكد انها لم تعط أي ضوء أخضر لإسرائيل للقيام بعمليات عسكرية في لبنان.
البابا فرنسيس دعا إلى وقف فوري لإطلاق النار على كل جبهات الحرب في الشرق الأوسط، بما في ذلك لبنان.
الرئيس التركي رجب طيب اردوغان قال ان إسرائيل لا تستهدف الاستقرار في فلسطين ولبنان فقط بل تعمل على توسيع النار في المنطقة.
أجرى رئيس مجلس الوزراء العراقي اتصالاً هاتفياً مع الرئيس الفرنسي، ومن ضمن ما تم تباحثه الدعوة التي أطلقها مؤخراً الرئيس ماكرون لإيقاف توريد الأسلحة إلى إسرائيل، في حربه العدوانية ضدّ غزة ولبنان، والتأكيد على أهمية تعضيد هذه المبادرة وتوسعة نطاق العمل بها، لاسيما أن الحرب المستمرة على الشعبين الفلسطيني واللبناني، بما تمثله من اعتداءات ضدّ الإنسانية، تستوجب موقفاً جاداً من قبل المجتمع الدولي.
وزارة الخارجية العراقية دعت إلى وقف فوري لإطلاق النار وطالبت المجتمع الدولي بالوفاء بمسؤولياته لضمان احترام القانون الدولي.
الجيش الإسرائيلي أعلن أنه "يجري مراجعة شاملة على أعلى مستويات القيادة لتحديد تفاصيل استهداف مواقع القوات الدولية اليونيفيل". وبرر لاحقا أنه أطلق النار باتجاه "تهديد" قرب موقع لليونيفيل.
غزة
في اليوم الـ 372 من العدوان على
غزة، أعلنت وزارة الصحة بغزة، اليوم السبت، ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 42,175، أغلبيتهم من الأطفال والنساء، منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي، في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي. وأضافت الوزارة، أن حصيلة الإصابات ارتفعت إلى 98,336 منذ بدء العدوان، في حين لا يزال آلاف الضحايا تحت الأنقاض.
وأشارت إلى أن قوات الاحتلال ارتكبت 5 مجازر بحق العائلات في القطاع، أسفرت عن استشهاد 49 مواطنا، وإصابة 219 آخرين، خلال الساعات الـ 24 الماضية.
وأوضحت أن عددا من الضحايا لا يزالون تحت الركام وفي الطرقات، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.
وفي شمال غزة، قال السكان لوكالة أسوشيتد برس إن العديد منهم حوصروا في منازلهم وملاجئهم مع تناقص الإمدادات بينما رؤوا الجثث ملقاة في الشوارع حيث أعاق القصف المستجيبين للطوارئ.
ولم يستجب الجيش الإسرائيلي لطلب التعليق على الضربات. ودعا المتحدث العسكري أفيخاي أدرعي الناس في أجزاء من جباليا ومدينة غزة لإخلاء الجنوب إلى منطقة إنسانية مخصصة، حيث ان إسرائيل تخطط لاستخدام قوة كبيرة في المناطق التي طلبت اخلاءها وانها "وستستمر في القيام بذلك لفترة طويلة.