منطقة مشتعلة

الاعتياد على القتل هو المقصود من المشهد اليومي المتكرر في الشرق الأوسط، لاسيما فلسطين ولبنان هذه الأيام. فالروتين اليومي يبدأ مع إنذارات بالإخلاء، يليها انتظار لساعة او أقل، ثم قصف فتدمير وقتل؛ ثم تكرار للحلقة الجهنمية نفسها. الضحايا في فلسطين ولبنان يدفعون ثمنها في رزقهم وحياتهم واحلامهم، والعالم بات كمن اعتاد على المشهد فما عاد يستثير ردود الفعل والاعتراض، إلا ما ندر، ولكن دون تأثير على سلوك الحكومة الإسرائيلية او مواقفها التي لا تتعرض الى ضغط مادي حقيقي، رغم ما تمثله مذكرات التوقيف الدولية، او المواقف الداعمة للحق الفلسطيني واللبناني في المنظمة الأممية او من قبل المنظمات والناشطين الحقوقيين.

في غزة التفكير في اليوم التالي وكيفية إدارتها مع تشديد إسرائيلي على ابقائها تحت سيطرتها. وفي لبنان، يعمل الجيش الإسرائيلي على تثبيت وضعه وتقدمه في الميدان رغم المقاومة الشديدة التي يلقاها التقدم البري، والذي سجل تقدما ميدانيا في الشرق باتجاه بلدة الخيام، وفي الغرب باتجاه البياضة.

وبالترافق مع ذلك، ومع مغادرة هوكستين لبيروت، عادت موجة عنيفة من الغارات، بما فيها الاغتيالات، الى قلب بيروت، وضاحياتها الجنوبية، والبقاع. مع ذلك فإن رئيس مجلس النواب لا يزال متفائلا بقرب توقيع الاتفاق مع إسرائيل قبل نهاية هذا الشهر! اما هوكستين، فقد غادر إسرائيل الى واشنطن مجددا، متحصنا بالصمت.


التطورات الميدانية في لبنان

هزت سلسلة انفجارات عنيفة العاصمة اللبنانية بيروت فجر يوم السبت، إثر عدوان إسرائيلي مكثف بالصواريخ دمر مبنى سكنيا مكونا من 8 طوابق، مما أدى إلى سقوط 15 شهيداً و23 مصابا في منطقة البسطة، وسط العاصمة، كما أدى العدوان إلى تضرر عدد كبير من المباني المحيطة. وفي وقت لاحق اليوم نقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مصدر أمني قوله إن المستهدف في غارة منطقة البسطة وسط بيروت هو محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله. فيما نفى قال نائب حزب الله أمين شري انه لا وجود لأي شخصية حزبية في المبنيين المستهدفين في منطقة البسطة في بيروت فجر اليوم.
وهذا هو رابع هجوم جوي إسرائيلي خلال أيام يستهدف منطقة وسط بيروت. وأسفر هجوم جوي إسرائيلي الأحد الماضي على حي رأس النبع عن مقتل مسؤول العلاقات الإعلامية في حزب الله.

كما شن سلاح الجو الاسرائيلي عددا من الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت سبقها انذارات بالإخلاء، واستهدفت مباني سكنية ودمرتها.

وفي البقاع قالت وكالة الأنباء اللبنانية إن غارة إسرائيلية استهدفت منزل علي ركان علام، مدير مستشفى دار الأمل الجامعي، في بلدة دورس، بقضاء بعلبك، وقالت وزارة الصحة اللبنانية، في بيان لاحق، إن علام "استشهد مع 6 من العاملين معه في المستشفى.

واستمرت الاعتداءات الاسرائيلية على قرى اقضية النبطية، صور، وبنت جبيل وسجل سلسلة غارات عنيفة، واعلنت وزارة الصحة اللبنانية عن سقوط شهيدان و٣ جرحى جراء غارة إسرائيلية على شاطئ صور استهدفت عدد من الصيادين.  وأعلنت الصحة عن ارتفاع عدد الشهداء إلى 10 بينهم 4 أطفال و13 مصابا في غارات على عدد من قرى ومدن البقاع وعن 17 مصابا في غارات للعدو الإسرائيلي على النبطية ومرجعيون وكفركلا إضافة الى 7 شهداء و26 جريحًا في الغارات على عين بعال وباتوليه وصور

كما افيد عن محاولات تقدم للجيش الاسرائيلي ومحاولات التفاف باتجاه الناقورة، وبين شمع والبياضة، وسط اشتباكات عنيفة تدور بينهم وبين حزب الله في محاولة لمنعهم من التقدم. وكذلك الأمر في القطاع الشرقي حيث افيد عن معارك شديدة بين مقاتلي حزب الله وبين القوات الإسرائيلية الى تقدمت في مدينة الخيام.

من جهته أعلن حزب الله عبر بياناته استهدافه تجمعات الجيش الاسرائيلي في عدد من القرى اللبنانية المحتلة وشمال اسرائيل، وقال ان مقاتليه يخوضون معارك ضارية مع القوات الاسرائيلي التي تحاول التوغل الى داخل العمق اللبناني على اكثر من محور. كما اعنا استمراره في قصف شمال اسرائيل بصليات صاروخية.
 

غزة: 120 شهيداً خلال 48 ساعة