ارتكبت اسرائيل جريمة حرب في مدينة النبطية بجنوب لبنان حيث استهدفت غارة مبنى البلدية أدت الى استشهاد رئيس البلدية احمد كحيل وعدد من الأعضاء المجلس البلدية وموظفين في خلية الازمة وعاملين في مجال الاغاثة بالإضافة الى عنصر من الدفاع المدني اللبناني وعدد من المدنيين كانوا موجودين في البلدية ومحيطها. محافِظة النبطية هويدا ترك صرحت -لوكالة الصحافة الفرنسية- إن "11 غارة إسرائيلية طالت بشكل رئيسي مدينة النبطية، مشكلة ما يشبه حزاما ناريا". ووفق مركز عمليات طوارئ الصحة، إن 16 شهيدًا و52 جريحًا هم الحصيلة النهائية للغارة الإسرائيلية على مبنيي بلدية النبطية واتحاد بلدياتها.
زعم الجيش الإسرائيلي إنه ضرب عشرات الأهداف لحزب الله في النبطية وفكك بنية تحتية تحت الأرض، واضاف ان الفرقة 98 تواصل عملياتها ضد حزب الله في جنوب لبنان، مشيرا إلى أنه تم ضرب ما يزيد على 140 هدفا لحزب الله. ظهراً أقدم الجيش الاسرائيلي على تفجير قرية محيبيب بشكل كامل وهي قرية صغيرة مؤلفة من مئة منزل وفيها مقام النبي بنيمين (الابن الثاني عشر للنبي يعقوب وهو الشقيق الأصغر للنبي يوسف) وتبعد 2.5 كلم عن الحدود مع اسرائيل.
وشنت الطائرات الإسرائيلية، صباح اليوم الأربعاء، 3 غارات جوية على حارة حريك في الضاحية الجنوبية للعاصمة بيروت، رغم الكلام عن ضمانات أميركية بعدم قصف بيروت، ويأتي هذا القصف في اليوم الخامس من الهدوء الحذر الذي سيطر على الضاحية. وهناك تقدير بان 95% من سكان ضاحية بيروت الجنوبية نزحوا الى مناطق أخرى أكثر امنا.
يذكر ان الضاحية الجنوبية للعاصمة بيروت هي منطقة تتألف من عدّة بلديات وبلدات، وتكمن أهميتها الإستراتيجية في وجود مطار بيروت الدولي ضمن نطاقها ووزارة العمل اللبنانية ومجمع الجامعة اللبنانية. يبلغ عدد سكانها نحو 976 ألف نسمة وفيها ما يزيد على 70 ألف وحدة سكنية وتضم العديد من الكنائس التي تلاصق المساجد.
خلال الـ 24 ساعة الماضية، تم تسجيل 138 غارة جوية وقصف على مناطق مختلفة من لبنان تركزت بمعظمها في الجنوب والنبطية ليصل العدد الإجمالي للاعتداءات منذ بداية العدوان إلى 10,150 اعتداء.
وصدر عن وزارة الصحة اللبنانية حصيلة الشهداء والجرحى خلال 24 ساعة الماضية حيث سقط 17 شهيداً و182 جريحاً، ليصل العدد الإجمالي للشهداء منذ بدء العدوان إلى 2,367 شهيداً و11,106 جريحاً.
وقالت هيئة البث الإسرائيلية، اليوم الأربعاء، أن القوات الإسرائيلية تمكنت من أسر 4 من عناصر حزب الله، بينهم قائد من قوة الرضوان.
التطورات السياسية في لبنان
تقدم لبنان عبر وزارة الخارجية اللبنانية بشكوى جديدة إلى مجلس الأمن، بشأن الاعتداءات الاسرائيلية على لبنان خلال الفترة من 3 وحتى 14أكتوبر/تشرين الأول الجاري، مطالبا بإدانة عدوان إسرائيل المتواصل عليه، وإلزامها بالتطبيق الكامل للقرار 1701، والانسحاب فورا من أراضيه كافة. وأدان لبنان في شكواه "استمرار إسرائيل في خرقها لسيادته بحرا وبرا وجوا، واستهدافها مراكز الجيش اللبناني، وهيئات الإسعاف والاغاثة، والمدنيين غير المشاركين في الأعمال الحربية، بقصف عشوائي للمدن والقرى". واستشهد البيان في ذلك بما تعرضت له "بلدة أيطو ومنطقتي النويري ورأس النبع وغيرها من المناطق، حيث سقط مئات القتلى والجرحى من المدنيين، بالإضافة الى الاستهداف الإسرائيلي لمحطات نقل المياه، ومعبر المصنع الحدودي، وشنّ إسرائيل غارات على محيط قلعة بعلبك المدرجة على قائمة التراث العالمي لليونيسكو، وعلى سوق النبطية التاريخي".
علَّق رئيس الحكومة نجيب ميقاتي على قصف المجلس البلدي لمدينة النبطية معتبراً إن هذا العدوان الجديد، معطوفا على كل الجرائم التي يرتكبها العدو الاسرائيلي في حق المدنيين، هو برسم العالم الساكت عمدا على جرائم اسرائيل، مما يشجعه على التمادي في غيّه وجرائمه. وتساءل عن الجدوى من اللجوء الى مجلس الأمن للمطالبة بوقف إطلاق النار وما الذي يمكن أن يردع اسرائيل عن جرائمها التي وصلت الى حد استهداف قوات حفظ السلام في الجنوب، وإذا كانت كل دول العالم عاجزة عن ردع عدوان موصوف على الشعب اللبناني.
وأدان وزير الداخلية والبلديات القاضي بسام مولوي الاعتداءات "الاسرائيلية" التي استهدفت مبنى البلدية في النبطية مشدداً على حصوله أثناء تنسيق أعمال الإغاثة وتجهيز المساعدات لتوزيعها على الأهالي المتواجدين في مدن وقرى المنطقة الصامدين في وجه ما يتعرضون له من حرب عليهم وعلى لبنان
بدعوة من البطريرك الماروني بشار الراعي انعقدت قمة روحية مسيحية اسلامية في بكركي، وقد صدر بيان في ختام اعمالها وجه نداء لمجلس الأمن الدولي للاجتماع فوراً ومن دون أي تلكؤ لوقف إطلاق النار ووقف المجزرة الإنسانية بحق لبنان. وشكر البيان "اليونيفيل" للجهود والتضحيات التي تقوم بها في الجنوب وثمّن بقاءها في مقرّاتها رغم الاعتداءات الإسرائيلية ودعا المجتمع الدولي لحمايتها. واكد البيان ان العدوان الإسرائيلي يطال كل لبنان دون اكتراث بالأمم المتحدة والقرارات الدولية. كما أكد على ضرورة انتخاب رئيس الجمهورية. وطلب الحكومة الشروع فورًا بتطبيق القرار ١٧٠١ والقيام بمسؤولياتها كاملة مع مجلس النواب والسعي إلى حشد الدعم العربي.
حضَّت منسقة الامم المتحدة في لبنان اسرائيل على حماية المدنيين والبنى التحتية، واعتبرت أن معاناة المدنيين بلغت مستويات غير مسبوقة
الاستجابة الانسانية
أكد منسق لجنة الطوارئ الحكومية وزير البيئة ناصر ياسين وبعد لقاء لجنة الاقتصاد النيابية العمل على تأمين الخدمات الأساسية مثل التعليم والاستشفاء للنازحين، وأعلن ان المساعدات تأتي من المنظمات الدولية، إضافة الى المساعدات العينية من الدول الصديقة وان العمل على تنشيط الوزارات للوقوف إلى جانب الشعب اللبناني ومساعدته.
أعلنت اليونيسف ان تصاعد الأعمال العدائية في لبنان أدى إلى عنف قياسي وإلى أكبر موجة نزوح شهدها لبنان منذ عقود وأكد المتحدث باسم اليونيسف في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، أن أكثر من 400 ألف طفل محرومون من التعليم اليوم في لبنان، ومن الأمان أيضاً، لافتاً الى أن غالبية أطفال لبنان يعيشون صدمة الحرب ويعانون من اضطرابات نفسية بسبب ما يحصل حولهم.
تستمر حركة النزوح من المناطق التي تتعرض للاعتداءات اليومية، إذ وصل العدد الإجمالي للنازحين في مراكز الايواء المعتمدة إلى 190,698 نازحاً (43,302 عائلة)، حيث سجلت النسبة الأعلى للنزوح الى محافظتي جبل لبنان وبيروت وحوالي 100 ألف غادروا الى سوريا. وقدر وزير الزراعة ان العدد الإجمالي للنازحين يفوق المليون و400 ألف شخص.
التطورات الدولية
انعقدت القمة الخليجية الأوروبية في بروكسيل، وعبرت عن الشعور بالقلق إزاء التصعيد في لبنان وأكدت على دعم اللبنانيين ودعت الى وقف فوري لإطلاق النار، إضافة الى دعم قادة الولايات المتحدة ومصر وقطر في جهودهم لوقف إطلاق النار بغزة. كما حثت القمة جميع الأطراف على الوفاء الكامل بالتزاماتها بضمان سلامة العاملين في اليونيفيل وأمنهم في جميع الأوقات، والسماح لليونيفيل بمواصلة الاضطلاع بدورها. وأعلنت دول الاتحاد الأوروبي الـ 16 التي تنشر عناصر في قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان "ستبقى ملتزمة باليونيفيل".
قال رئيس المجلس الأوروبي خلال القمة أن الأزمات في العالم تسببت في معاناة كبيرة، فيما اعتبرت رئيسة المفوضية الأوروبية انه يجب العمل على وقف إطلاق النار في غزة ولبنان، وضمان وصول المساعدات الإنسانية والإفراج عن المعتقلين والرهائن في قطاع غزة.
وفي تطور لافت في موقف اميركا من الحرب في لبنان صدر عن وزيري الخارجية والدفاع انذار لإسرائيل بأنهم سيدرسون إمكانية التوقف عن مدها بالسلاح فيما لو لم تلتزم بعدم استهداف اهداف مدنية والمدنيين.
أكد المستشار الألماني على استمرار المانيا في دعم إسرائيل في السلاح انطلاقا من موقف بلاده الداعمة لحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها. في ظل سجال داخلي يرتكز الى القانون الألماني لمراقبة صادرات الأسلحة يلزم الحكومة بضمان عدم استخدام تلك الأسلحة ضد الأهداف المدنية، وقد رفعت عدة دعاوى قضائية ضد الحكومة لوقف صادرات الأسلحة إلى إسرائيل، خصوصًا في ظل ارتفاع عدد القتلى المدنيين في قطاع غزة إلى أكثر من 42 ألفًا.
صدر بيان سعودي ومصري مشترك أعرب عن قلق الدولتين حيال الكارثة الإنسانية في قطاع غزة وما يشهده من حرب وحشية، وأكد أهمية اضطلاع المجتمع الدولية بمسؤولياته والعمل على وقف فوري لإطلاق النار في لبنان.
اعتبر وزير الخارجية المصري ان الانقسام الأوروبي بشأن الوضع في غزة ولبنان يرسل رسائل خاطئة لإسرائيل والدول العربية.
اعتبرت الحكومة الكندية أن الهجمات الإسرائيلية على البنية المدنية التحتية في شمال غزة وعلى اليونيفيل في لبنان غير مقبولة ولا بد أن تتوقف
يزور وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، الأردن، ومصر، وتركيا، ضمن التواصل الدبلوماسي الإيراني مع دول المنطقة، بهدف وقف الحرب في غزة ولبنان، وفقاً للمتحدث باسم خارجية طهران.
أدانت السفارة الإيرانية في بيروت بشدة العدوان الاسرائيلي الذي طال مدينة النبطية ومبنى بلديتها وأسفر عن استشهاد عدد من الاشخاص على رأسهم رئيس البلدية
غزة
مع دخول الحرب على
غزة يومها الـ376 واصلت إسرائيل شن غاراتها على القطاع المحاصر وسط عمليات الهدم والقصف المكثف لمنطقة
جباليا، بينما وجّه المكتب الإعلامي الحكومي في القطاع نداء استغاثة لفتح ممر آمن بشكل فوري لإنقاذ المنظومة الصحية في الشمال.
واستشهد فجر اليوم الأربعاء 5 فلسطينيين وأصيب آخرون في قصف إسرائيلي على منزل قرب البرج الإيطالي بحي النصر في شمال غربي غزة والذي تعرض لقصف مدفعي كثيف.
وبحسب بيان صادر عن المكتب الإعلامي الحكومي، فقد ارتكبت إسرائيل على مدار سنة كاملة 3695 مجزرة ومذبحة في قطاع غزة.
واستشهد بفعل هذا العدوان 42 ألفا و344 شهيدا، في حين بقي 10 آلاف شهيدٍ ومفقودٍ تحت الأنقاض والبنايات المُدمَّرة.
عقد المفوض العام للأونروا فيليب لازاريني مؤتمرا قال فيه أن منطقة الشرق الأوسط تمر بفترة صعبة، وهناك جهود كبيرة لوقف إطلاق النار وإدخال المساعدات، ولمن الوضع في غزة مروع بالنسبة لموظفي الإغاثة والقطاع أصبح منطقة غير صالحة للعيش. وأفاد أن 200 من موظفي الوكالة قتلوا في غزة وتضررت بنيتها التحتية بشكل كبير. وصرح: " نحن قلقون من تراجع حجم المساعدات في قطاع غزة، ونراقب الوضع في لبنان، وهناك مخاوف من وضع النازحين الذين تجاوز عددهم 1.2 مليون شخص، وهناك مشرعون إسرائيليون يعملون على إصدار قوانين لتفكيك الأونروا"
وفي الضفة الغربية المحتلة واصلت إسرائيل اقتحاماتها الليلية واستهدفت مدينتي نابلس وحلحول شمال الخليل ومدينة دورا جنوبها.