منطقة مشتعلة
العدد السابع - ٣ تشرين أول/اكتوبر ٢٠٢٤
إسرائيل تمارس سياسة الأرض المحروقة ضد معظم مناطق لبنان بعد غزة
تستمر حرب إسرائيل على غزة ولبنان، في انتهاك لكل القوانين الدولية، مخلفةً المزيد من الضحايا والجرحى والتدمير.
وفي بيان وزارة الصحة اللبنانية مساء الخميس، الحصيلة الإجمالية، للاعتداءات الإسرائيلية على لبنان منذ 8 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، هي 1،974 شهيداً بينهم 127 طفلاً، 261 امرأةً، بالإضافة إلى 9،384 جريحاً.
قتلت النيران الإسرائيلية أكثر من 40 من رجال الإنقاذ والإطفاء في ثلاثة أيام، وبذلك نكون أمام 97 شهيداً من الطواقم الطبية والطوارئ سقطوا جراء الغارات الإسرائيلية منذ بدء العدوان، إضافة الى تضرر عشرات المراكز الطبية. ووفق منظمة الصحة العالمية إن 28 عاملاً صحيًا قتلوا في لبنان قُتلوا خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية وبحسب المدير العام للمنظمة إن العديد من العاملين الصحيين لا يذهبون إلى عملهم ويهربون من المناطق التي يعملون فيها بسبب القصف مما يحد بشدة من توفير إدارة الصدمات الجماعية واستمرارية الخدمات الصحية
المشهد يتكرر منذ عام في غزة، وتستمر الحملة العسكرية الإسرائيلية، التي تعتبر إبادة جماعية، على القطاع وهي أسفرت عن مقتل 41788 فلسطينيا على الأقل. وجاء في التقرير الإحصائي اليومي لوزارة الصحة أن
القوات الإسرائيلية ارتكبت 8 مجازر ضد العائلات في قطاع غزة وصل منها للمستشفيات 99 قتيلا و169 مصابا، وذلك خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية. وارتفع عدد الإصابات منذ
السابع من أكتوبر 2023 إلى 96794 جريحا.
لبنان: على المستوى الميداني
استمرت الغارات الإسرائيلية على مدن وقرى لبنان حتى ساعات الصباح الأولى من نهار الجمعة (04/10/2024)، وقد طالت قرى الجنوب وضاحية بيروت الجنوبية وعدد من قرى البقاع، مستخدمة البوارج العسكرية والقنابل الفوسفورية المحرمة دوليا. خلفت الغارات المزيد من الضحايا والجرحى والتخريب والتدمير. وأعلنت إسرائيل استهداف هاشم صفي الدين الامين العام المحتمل لحزب الله وخليفة حسن نصر الله الذي كان يتواجد في مكان محصن تحت الأرض.
بالمقابل، أعلن حزب الله أنه تصدى لمحاولات تقدم إسرائيلية، حيث قام بتفجير 3 عبوات ناسفة في مجموعة من لواء غولاني تسللت إلى محيط بلدة مارون الراس. كما أعلن الحزب عن سلسلة من العمليات من بينها قصف قاعدة سخنين للصناعات العسكرية في خليج عكا.
وأعلن الجيش اللبناني عن استشهاد أحد العسكريين وإصابة آخر بجروح نتيجة اعتداء من جانب الجيش الإسرائيلي وذلك أثناء تنفيذ مهمة إخلاء وإنقاذ بمشاركة الصليب الأحمر اللبناني في بلدة الطيبة، مرجعيون.
كما نفذ الجيش الاسرائيلي تحذيره للدولة اللبنانية بضرب معبر المصنع الحدودي بين لبنان وسوريا الذي تعرض للقصف فجرا بحجة ان حرب الله يستخدمه في تهريب السلاح من سوريا إلى لبنان. رغم نفي وزير الأشغال العامة والنقل على حمية الذي سارع خلال النهار إلى الرد على بيان الجيش الاسرائيلي واكد ان معبر المصنع مدني وكل شي يمرّ عبره خاضع لإجراءات رقابة وأمنية على وفقاً للقوانين الدولية. وهو المعبر الذي يعبر من خلاله أكثر من 80 ألف لبناني وأكثر من 200 ألف لاجئ سوري.
وكان الجيش الاسرائيلي قد أصدر ولليوم الثالث على التوالي لائحة تضم 25 مدينة وبلدة وقرية لبنانية أبرزها مدينة النبطية طالباً من سكانها الاخلاء الفوري والتوجه شمالي نهر الاولي. حتى اشعار اخر.
اللافت على المستوى الميداني كان استهداف الجيش الاسرائيلي بلدة كيفون، وهي المرة الأولى التي تُستهدف فيها منطقة عاليه في جبل لبنان، كما تم استهداف بلدة المعيصرة في كسروان للمرة الثانية منذ بدء التصعيد الاسرائيلي. ايضا استهدفت غارات إسرائيلية مكتب العلاقات الإعلامية لحزب الله في حي معوض في الضاحية الجنوبية لبيروت وذلك بعد يوم واحد فقط من تنظيمه لجولة للصحافيين اللبنانيين والأجانب في الضاحية.
لبنان: المستوى السياسي
استكمالا للمبادرة التي أطلقها رئيسي الحكومة نجيب ميقاتي ومجلس النواب نبيه بري والوزير السابق وليد جنبلاط قبل أمس لملاقاة الجهود الدولية في التوصل الى اتفاق لوقف إطلاق النار على قاعدة الالتزام بتنفيذ القرار 1701 وارسال الجيش الى الجنوب وانتخاب رئيس جمهورية بالتوافق بين مختلف الاطراف، التقى رئيس الحكومة اللبنانية البطريرك الماروني، ودعا في نهاية اللقاء دول العالم إلى الضغط على إسرائيل لوقف عدوانها على لبنان، كما دعا القوى السياسية الى لقاء حواري وترك الخلافات السياسية جانبا.
كما زار النائب وائل أبو فاعور (موفدا من وليد جنبلاط) مقر رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية سمير جعجع حيث أكد على الاتفاق على خريطة طريق للخروج من الوضع الحالي تنصّ على وقف العدوان من خلال تطبيق الـ 1701 وإرسال الجيش إلى الجنوب للقيام بمهامه مع اليونيفيل والاتفاق على ضرورة انتخاب رئيس للجمهورية. كما التقى برئيس حزب الكتائب اللبنانية سامي الجميل الذي أكد بعد اللقاء على تأييده للمبادرة مع التشديد على ضرورة الاتفاق مع حزب الله مسبقا على ضرورة تطبيق الدستور وتثبيت سيادة الدولة اللبنانية على كامل الأراضي وتكليف الجيش اللبناني كقوة شرعية وحيدة مسؤولية حماية الحدود والامن واستقرار لبنان.
أشار رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي السابق وليد جنبلاط في حديث صحفي (المدن) الى أن وضع المنطقة في غاية الخطورة وهذه الحرب التي بدأها الإسرائيلي في لبنان يمكنها أن تستمر لسنة أو سنتين"، فالعدوان الإسرائيلي على غزة والذي يحظى بغطاء دولي مضى عليه سنة وتم تدميرها وإنهاء كل مقومات الحياة فيها ويصرّ نتنياهو على مواصلة القتال. وفي لبنان لديه الهدف نفسه، وهو يلقى دعماً دولياً، دون أي معطى جدي أو ضغط فعلي لوقف النار..
حزب القوات اللبنانية أصدر بيان أكد فيه انهم جاهزون للتجاوب مع دعوة رئيس مجلس النواب نبيه بري لانتخاب رئيس وكل ما يقال عكس ذلك في وسائل إعلام معينة هو تجنٍّ وافتراء.
وصدر عن بعض نواب المعارضة التغييرية أعلانا من مجلس النواب أكدوا فيه ان احتواء الازمة الإنسانية وتدارك المخاطر التي تهدد وحدة لبنان لا يتم الا من خلال تثبيت دعائم الدولة اللبنانية وسيادتها ووقف إطلاق النار فورا وارسال الجيش الى الجنوب وتطبيق القرار 1701 وانتخاب رئيس للجمهورية على أساس برنامج عمل متفق عليه بين مختلف الأطراف.
المساعدات الإنسانية أصبحت الآن أولوية
دعت بعض المنظمات الفاعلة في العمل الانساني إلى وقف إطلاق النار في لبنان، معربة عن قلقها إزاء التأثير المتزايد للصراع بين إسرائيل وحزب الله على المدنيين. وبحسب مديرة منظمة إنقاذ الطفولة في لبنان إن أكثر من 1.2 مليون شخص أو 20 في المائة من السكان تركوا منازلهم، مما خلق "أزمة ذات أبعاد مثيرة للقلق
وصف ممثلون من منظمة العفو الدولية، ووكالة أوكسفام للمساعدات، ومنظمة أطباء العالم الخيرية، وكذلك منظمة اللاجئين الدولية والعمل ضد الجوع، الوضع بأنه "مروع". وأضافوا أن العائلات كانت تنام في العراء بعد قصف الملاجئ واكتظاظ المستشفيات بالضحايا، خاصة في المناطق المستهدفة.
أعلن الاتحاد الأوروبي أنه سيقدم مساعدات إنسانية جديدة بقيمة 30 مليون يورو للبنان بهدف تمويل مساعدة غذائية طارئة، وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين في بيان "أشعر بقلق شديد إزاء التصعيد المستمر للتوتر في الشرق الأوسط. ويجب على كل الأطراف المشاركة (في النزاع) بذل قصارى جهدها لحماية أرواح المدنيين الأبرياء".
وفي مؤتمر صحفي، أعلن وزير الشؤون الاجتماعية ان الوزارة وبالتعاون من منظمة العمل الدولية ومنظمة الغذاء العالمي عن تخصيص مبالغ إضافية لبرامج أمان (تنفذه الوزارة لمساعدة 140 ألف اسرة فقيرة) ومساعدة الاسر الأكثر فقرا (برنامج اخر تنفذه الوزارة لمساعدة 40 الف اسرة الأكثر فقرا) والتي تنفذها الوزارة في مختلف المناطق اللبنانية ابتداء من 15 أكتوبر.
مع الإشارة الى بدء وصول بعض المساعدات من العرب والدول الأوروبية والصين وتركيا.
مواقف دولية واقليمية
أكدت جامعة الدول العربية، تضامنها مع لبنان. وحذرت خلال اجتماع طارئ على مستوى المندوبين الدائمين بالقاهرة، الخميس، من "مخاطر حرب إقليمية". أتى الاجتماع بناء على طلب العراق، واكد على أهمية التنبه إلى «مشروع إسرائيل لتغيير الشرق الأوسط»، وكذلك على ضرورة «بلورة موقف عربي داعم للبنان في الدفاع عن أرضه وشعبه، وتقديم المساعدات العاجلة للاستجابة للاحتياجات العاجلة الناجمة عن العدوان الإسرائيلي».
وصرَّح أمير دولة قطر بأن فشل المجتمع الدولي في وقف الحرب على غزة كان بمثابة الضوء الأخضر لتوسيع رقعة الصراع وأكد على وقوف قطر الكامل إلى جانب لبنان ضد الاعتداءات الوحشية التي يتعرض لها، وقال انه وجه بسرعة التحرك لتقديم الدعم الإنساني والإغاثي لكل النازحين والمتضررين من العدوان. وحذر صندوق النقد الدولي من إن تصعيد الصراع في الشرق الأوسط قد يخلف عواقب اقتصادية كبيرة على المنطقة والاقتصاد العالمي.
قال السفير اللبناني لدى موسكو، إن
لبنان طلب المساعدة الدبلوماسية من
روسيا لتسوية الصراع في الشرق الأوسط، عبر تكثيف جهودهم الدبلوماسية والسياسية مع كافة الأطراف المعنية والأطراف المؤثرة في الشرق الأوسط والعالم أجمع، بما في ذلك الأمم المتحدة وجميع المنظمات الدولية".
وغداة إطلاق الصواريخ الإيرانية على اسرائيل، استضافت الدوحة اجتماعا للدول الآسيوية في مسعا لخفض التصعيد على خلفية مخاوف اتساع العنف إلى تهديد منشآتها النفطية. وقد حضر الاجتماع وزراء من دول الخليج العربية وإيران بما يعبر عن ان خطوط التواصل مع بين إيران ودول الخليج قائمة.
منسقة الأمم المتحدة الخاصة في لبنان تقول إن القلق والخوف فقط حاضران في كل مكان، وفي تغريدة على حسابها على وسائل التواصل الاجتماعي “X" وأعربت عن يأسها في ظل القصف الإسرائيلي الذي لا يحصى ولا يعد الذي يهز المدينة. وفي وقت سابق من يوم 1 أكتوبر، نشرت بيانًا صادرًا عن مكتب منسق الأمم المتحدة الخاص في لبنان أعربت فيه عن قلقها على الشعب اللبناني وعواقب تصعيد الحرب على لبنان.
الحرب على فلسطين
ولا زالت حدة التوتر في الضفة الغربية تتصاعد بعد ان نفذ الجيش الإسرائيلي أمس مجزرة في طولكرم ذهب ضحيتها 18 شخصا وجرح عدد كبير من المواطنين كانوا يرتادون مقها مستخدمة الطائرات الحربية. أتت هذه المجزرة على إثر محاولات إسرائيلية لاقتحام المدينة القديمة ومخيم قرب نابلس تصد لها الفلسطينيون.