Oct 01, 2024
منطقة مشتعلة - العدد الخامس

منطقة مشتعلة

العدد الخامس - ١ تشرين أول/اكتوبر ٢٠٢٤ 


يوم دام اخر وتطورات إقليمية خطيرة


الاجتياح البرّي، تكتيك أم مخطط أوسع؟


لا حدود لعدوانية إسرائيل بحق المدنيين في غزة ولبنان. وعند ليل الإثنين، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه بدأ شن عمليات برية "محدودة وموضعية ومحددة تستهدف بنى تحتية تابعة لحزب الله في جنوب لبنان" بإسناد جوي ومدفعي. وجاء هذا الإعلان الرسمي بعد ساعات من تصريح مسؤول أمريكي بأن إسرائيل أبلغت الولايات المتحدة بأنها تنفذ عمليات محدودة تستهدف بنى تحتية عائدة إلى حزب الله قرب الحدود. لم يكشف الجيش عدد القوات المشاركة في هذه العملية، لكنه قال إن الفرقة 98 التي تشمل مظليين ووحدات كوماندوز، تشارك فيها. ومساء الإثنين، أعلن الجيش الإسرائيلي "منطقة عسكرية مغلقة" في أجزاء من حدود إسرائيل الشمالية مع لبنان، في أول إشارة إلى عمليات برية محتملة. 


الجيش الاسرائيلي زعم دخوله عشرات المرات للحدود اللبنانية، فيما نفى حزب الله في بيان، اليوم الثلاثاء‏، صحة هذه الادعاءات حول غزو أراضي لبنان والدخول في اشتباكات مباشرة مع عناصر الحزب. ووفق تصريحات لمسؤولين في حزب الله، إن ادعاءات دخول لبنان كاذبة ولم يحدث أي اشتباك بري مباشر بعد. 


984 غارة في 48 ساعة 


خلَّفت الغارات الإسرائيلية التي شنتها على العاصمة اللبنانية بيروت، مساء الاثنين وصباح اليوم الثلاثاء، دمارًا هائلًا. حيث انهارت عدة أبنية وتسبب الركام والحديد المتناثر في قطع بعض الشوارع، بينما لا تزال أعمدة الدخان تتصاعد من الأبنية المستهدفة.


وشهد أيلول النسبة الأكبر من عدد الغارات التي شنتها إسرائيل على لبنان والتي بلغت 1899 غارة ليصل بذلك العدد الإجمالي إلى 8350 غارة 

صباحاً أنذر الجيش الإسرائيلي سكان 30 قرية حدودية مغادرة قراهم باتجاه شمالي نهر الاولي أي بعد مدينة صيدا في تطور لافت، أي خارج محافظتي الجنوب والنبطية. علما ان حدود المنطقة العازلة التي كانت تطالب بها إسرائيل لضمان امن مستوطنات الشمال هي بحدود نهر الليطاني، فهل هذا يعني ان التوغل الإسرائيلي سوف يتخطى قرى الشريط الحدودي؟


شنت إسرائيل، فجر الثلاثاء، غارة جوية على مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين بمدينة صيدا جنوبي في لبنان، ما أسفر عن مقتل 6 أشخاص بينهم 3 أطفال، واستمرت الغارات الإسرائيلية على قرى الجنوب والبقاع، وضاحية بيروت الجنوبية كما استهدف الطيران الإسرائيلي مساءً شقتين سكنتين قرب العاصمة قالت انها عملية دقيقة استهدفت القيادي في حزب الله محمد قصير. تلاها طلب من سكان بعض احياء الضاحية الجنوبية اخلاء منازلهم قبل ان يبدا قصف مركز وعنيف مخلفا دمارا كبيرا في الأبنية والممتلكات.

 

وبحسب بيان وزارة الصحة اللبنانية بلغ عدد الشهداء اليوم لغاية الساعة ٦  مساء ٩٥ وعدد الجرحى ١٧٢ وبذلك يصبح عدد الشهداء الإجمالي منذ بدء الحرب في ٨ أكتوبر: ١،٨٧٣ وعدد الجرحى الاجمالي: ٩،١٣٤. وخلال الأسبوع الماضي، قُتل ما لا يقل عن ٨٠ طفلًا في الهجمات، وأُصيب مئات آخرون.


تدهور كبير على مستوى الوضع الانساني


وفق التقارير الحكومية، فقد ارتفع عدد المهجّرين بسبب العنف إلى أكثر من مليون شخص — منهم أكثر من ٣٠٠  ألف طفل.


أما توزع النازحين في مراكز الإيواء حسب المحافظات فهو على الشكل التالي: العدد الاجمالي: ١٥٥٦٠٠جبل لبنان: ٥٨٨٠٠، النبطية: ١٣٠٠، الشمال: ١٢٥٠٠، الجنوب: ١٥٢٠٠، البقاع: ١١٨٠٠، بيروت: ٤٠١٠٠، ـبعلبك - الهرمل: ١٠٦٠٠، عكار: ٥٣٠٠

ووفق بيان لليونيسف، إن آلاف الأطفال والأسر يعيشون الآن في الشوارع أو في مراكز الإيواء؛ والعديد منهم فرّوا من منازلهم دون أي من مستلزماتهم الأساسية أو ممتلكاتهم. وتزداد الظروف الإنسانية سوءاً مع الوقت.


وفي هذا السياق، أطلقت الامم المتحدة والحكومة اللبنانية نداء عاجلا بقيمة 426 مليون دولار للاستجابة لاحتياجات المدنيين المتضررين من تصعيد الصراع في لبنان.


وفي حديثه إلى الصحفيين في جنيف، عبـّر المتحدث باسم مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) يانس لاركيه عن مخاوفه العميقة بشأن التقارير التي تفيد ببدء هجوم بري إسرائيلي في جنوب لبنان. وقال إن النداء الذي أطلق اليوم هو من أجل "الاحتياجات التي نعرفها، لكننا نخشى أنه مع هذه التطورات، قد تسوء الأمور".


أما رئيس وفد الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر في لبنان، كريستيان كورتيز، فقد صرح بأن الصليب الأحمر اللبناني يعمل على مدار الساعة واستجاب لآلاف الحالات الطبية الطارئة، لكنه يواجه نقصا في الإمدادات الطبية وسيارات الإسعاف والوقود، بالإضافة إلى نقص شديد في التمويل. وقال إن الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر خصص مليوني فرنك سويسري يوم الاثنين الماضي كجزء من استجابته للكوارث، لكن نداءه الإجمالي لجمع 55 مليون فرنك سويسري لا يزال ممولا بنسبة 12 في المائة فقط.


مناشدات لوقف إطلاق النار


في بيان صدر اليوم الثلاثاء، أكدت قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل) أن  قوات حفظ السلام الأممية لا يزالون في مواقعهم على الرغم من التطور الخطير المتمثل بالإبلاغ الذي تلقته من الجيش الإسرائيلي عن نيته القيام بعمليات توغل برية محدودة داخل لبنان. وشدد البيان على أن أي عبور إلى لبنان"يشكل انتهاكا للسيادة اللبنانية وسلامة أراضي لبنان، وانتهاكا للقرار 1701."


كما أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن القلق البالغ بشأن تصعيد الصراع في لبنان. وناشد الوقف الفوري لإطلاق النار، وأكد في حديث مع رئيس الحكومة في لبنان على أن منظومة الأمم المتحدة بأسرها في لبنان تحشد جهودها لمساعدة كل المحتاجين للدعم. وناشد أمين عام الأمم المتحدة المجتمع الدولي تقديم الدعم العاجل للنداء الإنساني الذي أطلق اليوم في بيروت.


من جانبها، أعربت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان عن قلقها البالغ إزاء الأعمال العدائية المتزايدة في الشرق الأوسط وإمكانية "إغراق المنطقة بأكملها في كارثة إنسانية وحقوقية"، وسط مخاوف من أن يؤدي غزو بري إسرائيلي واسع النطاق إلى معاناة أكبر.


بدورهم، دعا عدد من خبراء الأمم المتحدة إلى الوقف الفوري للأعمال العدائية وإلى حماية المدنيين، وأدانوا استخدام إسرائيل لنفس العنف المدمر الذي تم تطبيقه في غزة في هجماتها على لبنان، وقالوا بأن تصعيد وتوسيع الهجمات ضد المدنيين، يأتي في مقدمة حملة إبادة جماعية ضد الشعب الفلسطيني (كما سبق وأكدَّ على ذلك قرار محكمة العدل الدولية في نيسان من العام الجاري)، وخاصة في غزة


مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جدَّد الدعوة إلى وقف فوري لإطلاق النار وأسف للخسائر الكبيرة في صفوف المدنيين لبنان وحث على احترام القانون الدولي الإنساني


وفي سياق مواز، أكدت وزارة الخارجية التركية، أن إطلاق إسرائيل لهجوم بري على لبنان يعد انتهاكا لسيادته ووحدة أراضيه، معتبرة ما يحدث مسعى غير مشروع لاحتلال لبنان.


وفي مؤتمر صحافي عقده وزير خارجية بريطانيا أكد على حق إسرائيل في الدفاع عن النفس داعيا الرعايا الإنكليز الى مغادرة لبنان بأسرع ما يمكن.

هذا وكان رئيس الحكومة اللبنانية تلقى اتصالات من رئيسة وزراء إيطاليا جورجيا ميلوني، ومن وزير خارجية قطر، ومن وزير الخارجية وشؤون المغتربين في الأردن، عبروا على مواصلة كل المساعي الديبلوماسية لوقف إطلاق النار وحماية المدنيين، والاستعداد لتقديم كل الدعم اللازم للشعب اللبناني


دخول إيران مباشرة على خط التصعيد العسكري

 

نفذت إيران مساء تهديدها بالرد على اغتيال اسماعيل هنية وحسن نصر الله ونائب قائد الحرس الثوري الإيراني الذي قتل في بيروت وأطلقت مئات الصواريخ البالاستيكية باتجاه إسرائيل مستهدفة مطارا عسكريا يقال انه المكان الذي تتلقى من خلاله إسرائيل المساعدات العسكرية الأميركية بالإضافة الى المقر الرئيسي للموساد وبعض القواعد العسكرية في منطق متفرقة من جنوب ووسط إسرائيل. لم يبلغ عن خسائر بشرية باستثناء مقتل شاب فلسطيني نتيجة سقوط جسم صاروخ لا يحمل راسا متفجرا.


جاء القصف الإيراني بالتزامن مع عملية نفذها شابان فلسطينيان في شوارع تل ابيب عندما أطلقا النار متسببان بمقتل 8 المدنيين قبل ان يقتلا من قبل الشرطة الإسرائيلية.


فور انتهاء القصف الإيراني صرح الناطق باسم الجيش الإسرائيلي ان الرد آت بالأسلوب والزمان والمكان الذي تختاره إسرائيل. وكان مسؤولون إسرائيليون قد أشاروا سابقا ان الرد يطال المنشآت النووية الإيرانية ومواقع عسكرية وصولا الى اغتيال قادة روحيين وسياسيين.


كما صرحت بعض الفصائل المسلحة العراقية بانها على استعداد لدخول الحرب إذا ما تم استهداف إيران.


غزة: المشهد اليومي الدامي


لا تزال التقارير تشير إلى استمرار عمليات القصف الإسرائيلي من البرّ والبحر والجو في شتّى أرجاء قطاع غزة، مما أسفر عن سقوط المزيد من الضحايا بين المدنيين ونزوح عدد أكبر منهم وتدمير المنازل وغيرها من البنى التحتية المدنية. وما زالت التقارير تفيد بتواصل العمليات البرّية، وخاصة في بيت حانون وبيت لاهيا وجنوب مدينة غزة وفي مخيم النصيرات للاجئين وحوله وفي دير البلح وخانيونس ورفح.


 قتلت غارات جوية إسرائيلية اليوم الثلاثاء 31 شخصاً على الأقل في القطاع، وأعلنت وزارة الصحة في غزة ارتفاع أعداد ضحايا الهجوم الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر إلى 41638 قتيلاً وإصابة 96460 آخرين. وأوضح مسؤولون فلسطينيون بقطاع الصحة أن 13 شخصاً على الأقل، بينهم نساء وأطفال، قتلوا في غارتين إسرائيليتين على منزلين في النصيرات، أحد مخيمات اللاجئين الثمانية التاريخية في قطاع غزة.


واسفرت غارة منفصلة على مدرسة تؤوي عائلات فلسطينية نازحة في حي التفاح بمدينة غزة عن مقتل سبعة أشخاص على الأقل. كما وإن غارتين إسرائيليتين منفصلتين في وقت لاحق من اليوم الثلاثاء أسفرتا عن مقتل خمسة فلسطينيين في رفح بجنوب القطاع وفي حي الزيتون بمدينة غزة. وقُتل ستة فلسطينيين في خان يونس جنوب القطاع في غارة إسرائيلية على خيمة تؤوي نازحين.


بحسب التقرير الموجز بالمستجدّات الإنسانية الصادر عن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في الأراضي الفلسطينية المحتلّة:
  • لن يكون من الممكن تلبية الاحتياجات الماسة لما يزيد عن 2.1 مليون نسمة خلال موسم الأمطار ما لم يُسمح بوصول المساعدات الإنسانية دون عراقيل إلى غزة وفي شتّى أرجائها.
  • تحذّر مجموعة العمل المعنية بالتعليم من أن العديد من المساحات المؤقتة لتعليم الأطفال البالغ عددها 215 مساحة والتي يستفيد منها ما يقرب من 34,000 طفل تواجه الآن خطر التعرّض لأضرار جسيمة بسبب الفيضانات القادمة.
  • تقدم المنظمات الإنسانية ما يقرب من 600,000 وجبة يوميًا في كافة أنحاء قطاع غزة. ومع ذلك، أفاد قطاع الأمن الغذائي بأن أكثر من 1.4 مليون شخص لم يتلقوا حصصهم الغذائية في شهر أيلول/سبتمبر بسبب تضاؤل الإمدادات.
  • وفقًا لقطاع الأمن الغذائي، لا تعمل سوى أربعة معصرة زيتون من أصل 37 معصرة في القطاع، كما تم اقتلاع أكثر من مليون شجرة زيتون منذ شهر تشرين الأول/أكتوبر2023.
  • أعلن البنك الدولي عن ارتفاع نسبة الفقر بين سكان غزة إلى ما يقرب من 100 بالمائة مقابل 64 بالمائة قبل تصاعد الأعمال القتالية.
 
مع اقتراب موسم الأمطار، ستتفاقم الظروف المعيشية المتردية بالفعل في غزة أكثر فأكثر، مما يعرّض مئات الآلاف من السكان لخطر التعرض لمزيد من النزوح وفقدان الأصول والمخاطر الصحية ومحدودية الوصول إلى الخدمات الأساسية. وقد وضعت الأمم المتحدة والمنظمات الشريكة في مجال العمل الإنساني خطة للاستعداد لفصل الشتاء، والتي تهدف إلى تلبية الاحتياجات الماسة لأكثر من 2.1 مليون نسمة في غزة خلال أشهر الشتاء، بما في ذلك أكثر من 850,000 شخص في 49 حيًا يقطنون في المناطق المعرّضة للفيضانات. وتتطلب الخطة، التي تشكل مجموعة فرعية من النداء العاجل للأرض الفلسطينية المحتلّة، مبلغ قدره 242 مليون دولار لتنفيذ مجموعة واسعة من التدخلات العاجلة، مع التركيز بشكل خاص على الفئات المستضعفة بمن فيهم الأسر التي تعيلها نساء، والأطفال، والأشخاص المعرضين لخطر العنف بما في ذلك العنف القائم على النوع الاجتماعي، وكبار السن، وذوي الاحتياجات الخاصة والمصابين بأمراض مزمنة.
احدث المنشورات
Nov 20, 2024
منطقة مشتعلة - العدد ٥٥
Nov 19, 2024
منطقة مشتعلة - العدد ٥٤
منشورات ذات صلة
Sep 30, 2024
منطقة مشتعلة - العدد الرابع
Oct 02, 2024
منطقة مشتعلة - العدد السادس