مؤتمر الدول الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد العاشر ( COSP10 ) - شرف محسن الموسوي
مؤتمر الدول الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد العاشر ( COSP10 ) - شرف محسن الموسوي
ولاية جورجيا الأمريكية - مدينة أطلنطا - 11 – 15 ديسمبر 2023م
يعتبر مؤتمر الدول الأطراف هو الأهم من بين المؤتمرات التي تُعنى بمكافحة الفساد وتعزيز النزاهة والشفافية على المستوى الدولي، ويمكن تعريف "مؤتمر الدول الاطراف" هو مؤتمر للدول الموقعة على اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد ويبلغ عددها 180 دولة صادقت على الاتفاقية حتى الآن. يعقد هذا المؤتمر كل سنتين في إحدى الدول الأعضاء، وتحضره الوفود الرسمية التي تمثل الدول. كما تحضره بشكل مراقب ( لا يحق لها التصويت على القرارات ) بعض منظمات الأمم المتحدة والبنك الدولي ومنظمات إقليمية اخرى ويشارك الكثير من منظمات المجتمع المدني في دول العالم في أغلب الفعاليات فيما عدى تلك التي تكون مخصصة للحكومات، كما يحق لهذه المنظمات تنظيم فعاليات أو اجتماعات أقليمية وغيرها أثناء انعقاد المؤتمر، بشرط الحصول على الموافقات الرسمية قبل انعقاد المؤتمر بفترة زمنية تحدد مسبقا من قبل المنظمين. ويمكن لمنظمات المجتمع المدني تقديم مداخلات لمدة لا تزيد عن 4 دقائق، وتميز هذا المؤتمر بمشاركة حضورية لحوالى 400 منظمة دولية ومثلهم تقريبا عبر استخدام وسائل التكنلوجيا الحديثة مثل الزووم وغيرها. ويتولى مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة ( UNODC ) سكرتارية المؤتمر منذ تكليف الأمين العام للأمم المتحدة حسب قرار أول مؤتمر للدول الأطراف الذي عقد في العام 2006. عقد المؤتمر العاشر لمدة 5 أيام للفترة 11 - 15 كانون الأول/ ديسمبر 2023. سبق أن استضافت مدينة شرم الشيخ في جمهورية مصر العربية المؤتمر التاسع في ديسمبر 2021 وقبله المؤتمر الثامن في مدينة أبوظبي بدولة الامارات العربية المتحدة في شهر ديسمبر 2019، وتستضيف الدوحة بدولة قطر المؤتمر الحادي عشر بشهر ديسمبر من العام 2025م. ويعقد المؤتمر اجتماعات مابين الدورات الرسمية وعلى سبيل المثال انعقد قبل هذا المؤتمر اجتماعا في فيينا خلال الفترة من 5 - 8 أيلول/سبتمبر 2022. سواء بحضوا فعلي أو عبر الإنترنت للتحضير لأعمال هذا المؤتمر ومقترح جدول الاعمال ومتابعة تقارير الأمانة العامة.
أفتتاح المؤتمر واعتماد جدول الاعمال.
وفقا للمادة 22 من النظام الداخلي للمؤتمر، ينتخب عند افتتاح كل دورة رئيسا وثلاثة نواب للرئيس ومقرر من بين ممثلي الدول الأطراف الحاضرة في تلك الدورة الذي يستمر رئيساً لأعمال المؤتمر للسنتين القادمتين حتى تسليم المؤتمر للرئاسة القادمة في المؤتمر القادم. بعد أفتتاح المؤتمر برئاسة مصر في هذا المؤتمر وفي بداية الجلسة الرئيسية الرسمية تم انتخاب مكتب المؤتمر الذي من ضمن أعضائه رئيس المؤتمر وكان المرشح الوحيد ( اتفاق مسبق بين الدول ) هو ممثل الولايات المتحدة الأمريكية الذي اعترض على رئاسته كل من إيران، روسيا والصين. حيث اعتبر ممثل ايران إن الشخص المتوقع ان يتولى الرئاسة له دور سلبي في فرض عقوبات مالية على إيران وروسيا والصين، فبتالي يعتقدون أنه لن يتعامل بحيادية مع جميع الدول الأعضاء تضمن جدول الأعمال 75 فعالية رسمية وفرعية خلال أيام المؤتمر بالاضافة الى فعاليات جانبية أخرى.
الاعتراض على مشاركة منظمات المجتمع المدني.
كما حدث في المؤتمر التاسع في شرم الشيخ، اعترضت تركيا على مشاركة مجموعة من منظمات المجتمع المدني باعتبار انها جمعيات ليست مقيمة في تركيا وأنما تعمل ضد تركيا من الدول الأوربية، وتراجعت تركيا فيما بعد عن اعتراضها. وجاءت أذربيجان التي أعترضت على مشاركة 3 جمعيات واتهمتها بأنها أصدرت بيانات تؤيد أرمينيا، مما تعدها أذربيجان تؤثر على السلامة الوطنية وتعتبر ذلك انخراط غير قانوني وانتهاك صارخ للقانون الوطني واستخفاف بالدولة الأذربيجانية وبالتالي لا توافق على مشاركتها هذا المؤتمر. لقد حسم موضوع مشاركة منظمات المجتمع المدني بشكل عام بالتصويت لصالح مشاركتها، مما يعد انتصار لمنظمات المجتمع المدني له قيمة فعلية على مستوى حضور المؤتمر وكذلك دعم لهذه المنظمات لأمكانية توسيع دورها في جهود مكافحة الفساد على المستوى العالمي، حيث يرى اغلب الدول التي صوتت ايجابيا لصالح حضورها إن اسباب الاعتراض على مشاركة هذه الجمعيات هي أسباب سياسية. جاءت نتيجة التصويت كالتالي: موافقين 61 دولة واعترضت 3 دول فيما امتنعت 63 دولة عن التصويت، وبذلك اعتمد قرار مشاركة المنظمات التي تعرضت للمنع. أعترضت كل من اذربيجان والصين وروسيا وايران وباكستان، على اجراء التصويت على هذا القرار إذ تعتبر التصويت مخالف للنظام الداخلي للمؤتمر الذي يشير الى أهمية التوافق على القرارات وليس التصويت. إلا إن هذا الاعتراض لم يؤخد بعين الاعتبار.
قرارات المؤتمر.
ناقش المؤتمر على مدى خمسة أيام عمل مضنية ، واجتماعات جانبية لفرق العمل الحكومية 13 مقترح قرار، وأصدر المؤتمر القرارات المتعلقة بالمواضيع التالية:
1. تعزيز النزاهة والمساءلة والشفافية في مكافحة الفساد.
2. تعزيز تنفيذ اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد في الدول الجزرية الصغيرة النامية.
3. متابعة الالتزام بإعلان مراكش بشأن الوقاية من الفساد.
4. منهجيات ومؤشرات قياس الفساد وفعالية أطر مكافحته.
5. تدابير لمعالجة الفساد الذي تشارك فيه الجماعات الإجرامية المنظمة.
6. تعزيز استخدام معلومات الملكية المستفيدة لتعزيز استرداد الأصول.
7. تعزيز التعاون الدولي في الإجراءات المدنية والإدارية المتعلقة بالفساد على النحو المنصوص عليه في اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد.
8. حماية الأشخاص المبلغين.
9. تعزيز الشفافية والنزاهة في المشتريات العامة دعماً لخطة التنمية المستدامة لعام 2030.
10. معالجة الآثار الاجتماعية للفساد.
11. متابعة الالتزام بإعلان شرم الشيخ بشأن تعزيز التعاون الدولي في مجال منع الفساد ومكافحته في أوقات الطوارئ والاستجابة للأزمات والتعافي منها.
12. تقديم الحوافز للقطاع الخاص لتبني إجراءات النزاهة لمنع الفساد ومكافحته.
13. مكان انعقاد الدورة الحادية عشرة لمؤتمر الدول الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد ( دولة قطر ).
14. مواصلة تمديد الدورة الثانية لآلية استعراض تنفيذ اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد.
لعب تحالف منظمات المجتمع المدني الخاصة باتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد( UNCAC ) دورا ايجابيا في اقناع بعض الدول لاعتماد بعض الفقرات لإضافتها لبعض القرارت المهمة منها الافصاح عن ملاك الشركات الوطنية والعالمية والأفصاح عن سجل ملاك هذه الشركات للعموم.
انعقاد مؤتمر خاص لمنظمات المجتمع المدني
نظم تحالف اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد ( UNCAC ) بالتعاون مع مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة والدولة المضيفة جلسة مغلقة للمجتمع المدني المشاركة / الحاضرة في مؤتمر الدول الأطراف يوم 10 ديسمبر 2023 ويعتبر هذا أول منتدى للمجتمع المدني يتم عقده ضمن مؤتمر الدول الاطراف على الإطلاق، وفي تقديرنا يحسب هذا الأمر لصالح الدولة المضيفة (أمريكا ). شارك فيه حضوريا العديد من الجمعيات الحاضرة للمؤتمر بالإضافة الى البنك الدولي و برنامج الأمم المتحدة الأنمائي. وقد مداخلة للجمعية البحرينية للشفافية.
لقد سمح لعديد من منظمات المجتمع المدني الحاضرة كمراقب أبداء مداخلاتها ومن ضمن هؤلاء الجمعية البحرينية للشفافية، وقد جاءت مداخلة ممثل الجمعية ضمن البند السابع كالتالي.
" شكرا سيدي الرئيس، باسم الجمعية البحرينية للشفافية أهنئك بمناسبة انتخابك رئيسا للدورة العاشرة، كما أشكر مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة UNODC والجهات الأخرى على الترتيبات المتميزة.
السادة ممثلي الدول، أكد كثير من المتحدثين الرسميين على أهمية مشاركة منظمات المجتمع المدني في أنشطة مكافحة الفساد وعلى الأخص في نشر ثقافة النزاهة والشفافية بحكم علاقتها الأقرب الى الناس، أنني أدعم ما ورد من توصيات منظمة الشفافية الدولية وتحالف UNCAC . إن نشاط منظمات المجتمع المدني في مراقبة استرداد الموجودات سيكون له دور مبشر إذا أعطيت المساحة المناسبة للعمل، كما إن دورها في مراقبة الانتخابات يعتبر مجالاً مهما لنزاهة نتائجها، وإن مشاركة هذه المنظمات في إعداد التقارير الوطنية حول تنفيذ الدول لبنود اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد يعد مجالا حيوياً أخر، إن تدريب الشباب والمرأة على هذه المبادئ لابد أن يأخد مجالا واسعا في برامج عملها. بعد مرور عشرون عاما من اصدار الاتفاقية أصبح مهما فسح المجال لعمل هذه المنظمات، لذلك تأمل جمعيتنا من مؤتمركم الكريم اصدار التعليمات للدول الأطراف في دعم جهود منظمات المجتمع المدني، والشبكات الاقليمية والدولية التي تجمع الحكومات مع المجتمع المدني، دعما مادياً ومعنويا وعلى الأخص العاملة في مجال مكافحة الفساد وتمكينها من تنفيذ برامجها ومشاريعها الحيوية، ودعم مشاركتها في عملية التحول الديمقراطي وترسيخ مبادئ الديمقراطية. أخيراً أنتهز هذه الفرصة لأضم صوتي مع الداعين لوقف فوري للعمليات العسكرية في قطاع غزة وفي فلسطين ونعتقد إنه سيكون للولايات المتحدة الأمريكية دوراً مميزا في ذلك".
شرف محسن الموسوي
