Oct 08, 2024
مؤتمر الاطراف التاسع والعشرين هل هو كمثيلاته السابقة‪ - ‬احمد بالي
احمد بالي
ناشط بيئي

الرجاء الضغط هنا لنبذة والمنشورات
احمد بالي

مؤتمر الاطراف التاسع والعشرين هل هو كمثيلاته السابقة‪ - ‬احمد بالي
‪ ‬
 
رغم التطور الذي شهدته البشرية على‪ ‬مر العصور من ثورات صناعية وتكنولوجية هائلة وتقدم في العلوم ، إلا أن هذا التقدم لم يحدث دون التسبب بآثار سلبية على‪ ‬جوانب كثيرة من الحياة وخاصة المرتبطة منها بتغير المناخ وما يصاحبه من آثار تدميرية على‪ ‬الموائل الطبيعية والحياة البشرية ككل، تعتبر هذه التغيرات أحد أبرز تحديات العصر ومن تآثيراتها السلبية على‪ ‬مختلف قطاعات الحياة الفيضانات المفاجئة والتغيرات المتكررة في أنماط الطقس التي تهدد الأمن المائي والغذائي في آن واحد، مما سيكون سبباً رئيساً في زيادة الهجرة ونشوب النزاعات حول المصادر الطبيعية.
‪ ‬
 
كان من الواجب على الحكومات المتعاقبة في الدول الإلتفات لهذه المشكلات وايجاد حلول بشكل مشترك للتصدي لها والحد من آثارها، وتجلى تكاثف دول العالم لحل هذه المشكلات في عدة جهود كان أهمها إتفاقية الامم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ عام 1992 والبدئ في عقد مؤتمرات الأطراف منذ عام 1995 في برلين الى يومنا هذا، واتفاقية باريس لتغير المناخ التي تبنتها 197 دولة عام 2015 ودخلت حيز التنفيذ في أقل من عام واحد، ومع وجود أكثر من 150 اتفاقية بيئية منذ بداية هذه الجهود إلا أن الوضع الحالي لا يبشر بخير كثير خصوصاً في دول الاقليم الأكثر تضرراً من تداعيات هذا التغير والاضطراب المستمر.
 
‪ ‬
فلقد بات جلياً للمتابع للشأن البيئي وغير المتابع أن في منطقتنا العربية أثار للتغير المناخي مباشرة وغير مباشرة على المجتمعات، مما أدى لظهور العديد من المصطلحات الحديثة المتعلقة بمشاركة القاطنين للمناطق الأكثر هشاشة في مجتمعاتنا واشراكهم في مجابهة اثر التغير المناخي ومنها على سبيل المثال لا الحصر (العدالة المناخية، العدالة الجندرية، الخسائر والأضرار، المشاركة الشبابية في مؤتمرات الاطراف للتغير المناخي، حوكمة الموارد) التي بات المواطن العربي يسمعها دورياً من النشرات الإخبارية والإذاعية وفي الندوات العلمية ووسائل التواصل الإجتماعي وحتى في الصالونات السياسية أيضاً.
‪ ‬
 
ومع تركيز الجهود المحلية والوطنية والإقليمية من قبل مؤسسات المجتمع المدني والمنظمات الغير ربحية الممولة للنشاطات ولتسليط الضوء والضغط في اشراك الشباب والنساء في هذا الجانب من باب الحشد والمناصرة وكسب التأييد لخلق هالة من التأثير على الحكومات المتعاقبة لإيجاد مساحات فاعلة للتعبير عن ارائهم والافكار التي تجول في خواطرهم من وحل واقعهم المتأثر في هذا السياق ومن خبرتهم في هذا المجال، فأوجدت منذ عقود العديد من الحراكات الشعبية الشابة لتسليط الضوء على ظاهرة التغير المناخي وأسبابها وموجبات التصدي لها، وتم إشراك العديد من هذه التكتلات والحراكات في فرصة حضور العديد من مؤتمرات الأطراف وخصوصاً بالسنوات الأخيرة وانعقاد هذه المؤتمرات في ساحة المتأثر والخاسر من الأضرار وهي دول عربية من مثل مؤتمر الأطراف 27 في الجمهورية العربية المصرية ومؤتمر الأطراف 28 في الامارات العربية المتحدة، حيث شارك العديد من الشباب العربي بدعم من المؤسسات المذكورة سابقاً ليكونوا شهداء على هذه المؤتمرات وجلسات المفاوضات التي ترسم مستقبل بلادنا بكم وآليات التعويض، وبلسان الممثلين الحكوميين، وبحضور الشباب البكم طلباً وأمراً، لتحديد الخسائر والاضرار المناخية والاتفاق على خطط لانشاء صناديق دعم تبقى حبراً في أغلب الأحيان واتفاقات غير ملزمة قانونياً.
‪ ‬
 
وعند سؤال الشباب عن التوقعات لمخرجات مؤتمر الأطراف القادم والذي يليه وما سبقه فانه ينحصر ضمن اجابتين مختلفتين باختلاف الملاءة العلمية والفكرية والثقافية والسياسية للشخص، فبعضهم يتوقع مخرجات تحافظ على ارتفاع درجات الحرارة ضمن الحدود المتفق عليها في اتفاقية باريس وما يصاحبها من نشاطات على أرض الواقع من تكيف وحد من أثار التغير وبأنشطة مخطط لها ضمن المحددات الوطنية وخطط التكيف وآلية التعويض من صناديق الخسائر والأضرار وحصصنا المالية من ذلك ونظرة دول الشمال لنا (المؤثرين) وحصة المساهمة في الانبعاثات الكربونية السنوية، وعلى النقيض فبعضهم من لا يتوقع أكثر من تذكرة سفر لخارج البلاد ومنشور على احدى منصات التواصل الاجتماعي، والفرق الشاسع ما بين الفئتين يعود لآلية الاختيار والتهيئة من قبل المؤسسات والممولين للشباب للخوض في غمار هذا الواجب الوطني والاقليمي سواء كمشارك او مفاوض مستقبلاً.
‪ ‬
 
ومن وجهة نظري كناشط شبابي بيئي ومناخي وعضو ديوان في شبكة الشباب العربي يجب علينا كشباب عربي تحديد الأولويات الوطنية والإقليمية أيضا للعمل عليها يداً بيد وبشكل مستدام يضمن حقوقنا وحقوق أجيال المستقبل تحت مظلة واحدة واسعة ومرتبطة بتحقيق أهداف التنمية المستدامة ككل وليس فقط الاهداف المرتبطة بتغير المناخ، وتشكيل لجان مختصة تحدد الأولويات الحقيقية بيئياً وسياسياً، وتخضع للمراجعة الدورية ضمن اطار المسائلة والشفافية، حيث أن أولويات الشباب المتكررة الذكر تندرج ضمن أجندتهم الخاصة وتركزعلى دور المجتمع المدني في الوقاية من الكوارث الناجمة عن المناخ والاستجابة لها، وسبل عيش المرأة في ظل الانتقال العادل، ودور الشباب في الحوارات المناخية وتنفيذها‪ ‬حيث قام العديد من الشباب وعلى مدى سنوات بعقد العديد من المؤتمرات المحلية والإقليمية للتغير المناخي مثل المؤتمر الشبابي الوطني ‪LCOY‬ والمؤتمر الشبابي الاقليمي‪RCOY ‬ وبنسخ عدة، وتم نشر المعرفة العلمية وتحديد الأولويات من مثل قطاع الماء والطاقة والزراعة وعلاقتهم بالبيئة ونشر الوعي، ومن خلال التركيز على عدة مواضيع ومنها مناقشة دور الشباب في مواجهة آثار التغير المناخي وتعزيز النمو الأخضر وصولا إلى إعلان البيانات الشبابية تجاه التغير المناخي والذي يضمن سياسات ملموسة من شأنها تعزيز التزامهم في مواجهة هذه الظاهرة العالمية والتكيف معها وتعزيز دورهم في مواجهة آثار التغير المناخي حيث يعد دورا رئيسيا لما تتطلبه مواجهة هذه الظاهرة من حلول ابتكارية يقودها الشباب أنفسهم، ونقلها لأروقة المفاوضات في المؤتمرات السابقة الذكر من خلال ممثلي الحكومات، ولكن نتائج التأثير ضعيفة  لهشاشة خبرة الشباب في الأولويات المحددة من قبل الحكومات والسياقات الوطنية والمواضيع التي سيتم التطرق لها في أروقة المؤتمر.
‪ ‬
 
وسيقام المؤتمر الإقليمي للشباب‪ (RCOY MENA 2024) ‬في الأردن لهذا العام في عمّان، الأردن، من 27 إلى 29 سبتمبر 2024، تحت شعار “بناء المرونة المناخية والأمن والسلام: تمكين شباب المنطقة لاتخاذ إجراءات مناخية في المجتمعات المتضررة من النزاعات والكوارث”  بهدف تعزيز أصوات الشباب القادة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. ويركز هذا الحدث على توطين محادثات المناخ، وتوحيد أصوات الشباب، ودفع العمل المناخي الفعّال. يهدف المؤتمر إلى المساهمة في المناقشات الدولية حول العمل المناخي، وتمكين الشباب، وتعزيز الوحدة الإقليمية، وتسهيل تبادل الأفكار، وتسليط الضوء على الابتكارات التي يقودها الشباب، وتعزيز دور الأردن كمركز محوري لمشاركة الشباب الفعّالة في المرونة المناخية. ويستهدف حوالي 300 مشارك من الشباب، والشعوب الأصلية، واللاجئين، والمجتمعات المضيفة، والمسؤولين رفيعي المستوى، والخبراء المناخيين، وقادة المجتمع المدني، والمنظمات غير الحكومية، والنشطاء المناخيين، والطلاب من الأردن ومن جميع أنحاء المنطقة. ويتوقع من المؤتمر نقل أصوات شباب المنطقة إلى المجتمع الدولي كما سابقيه، وتعزيز فهم المشاركين لمواضيع الأزمة المناخية، وضمان التمثيل المناسب للفئات الضعيفة، وتوفير منصة للحوار المفتوح، وربط النشطاء المناخيين الشباب مع الجهات المعنية لتحقيق تأثير فعّال، وعرض الحلول المبتكرة للتغير المناخي!
‪ ‬
 
سيتم عقد المؤتمر التاسع والعشرين للأطراف في (باكو، أذربيجان) وبالفترة الواقعة بين 11و24 تشرين الثاني 2024، وبدولة متأثرة كسابقاتيها، حيث أطلقت رئاسة المؤتمر منصة باكو للشفافية لدعم جهود بناء القدرات للدول النامية الأطراف في إعداد وإنهاء تقارير الشفافية لمدة سنتين الخاصة بها، حتى يتمكن المجتمع الدولي من تتبع التقدم المحرز بشكل أفضل وبناء الثقة، وتحديد المجالات التي تتطلب مزيداً من العمل والاستثمار لمواجهة تغير المناخ
‪ ‬
 
وقال رئيس «كوب 29» المعين، مختار باباييف، وزير البيئة والموارد الطبيعية في أذربيجان: «أطلقت رئاسة مؤتمر الأطراف التاسع والعشرين منصة باكو العالمية للشفافية المناخية‪ (BTP) ‬بوصفها خطوة حاسمة لتعزيز الطموح لتحقيق الجيل المقبل من خطط المناخ الوطنية‪»‬
 
 
وفي نهاية المطاف وقرب موعد عقد المؤتمر التاسع والعشرين للأطراف في (باكو) الذي يفترض بأن يكون وضع حقوق الإنسان في صميم جدول أعماله، وبتمثيل شبابي اقليمي يحمل رسالة تؤكد بأن الحلم كبير والواقع مؤلم ولكن بتطلعاتنا وعملنا الجاد لمجابهة مخاوفنا وتحقيق اجندتنا كشباب واعي مثقف، فيجب ادراج دورالشباب كمفاوض مؤهل بلسانه لا بلسان غيره في أروقة المفاوضات فهو الأقدر والأكفئ في الحضور وطرح قضاياه وتطلعاته في ظل غياب للأمن والسلم الدوليين الذي ننادي به في مؤتمراتنا ويغيب في العديد من دول المنطقة العربية وبوجود ازدواجية معايير ظاهرة جلياً للعيان، فهل من مستجيب!!
‪ ‬
‪ ‬
احمد بالي
‪ ‬
 


احدث المنشورات
Oct 24, 2024
منطقة مشتعلة - العدد ٢٨
Oct 23, 2024
منطقة مشتعلة - العدد ٢٧
منشورات ذات صلة
Nov 30, 2022
التمويل في كوب 27: انتصار ينتظر تغييرًا نظاميًا، فلننتزع جهود التغير المناخي من براثن الممولين - وائل جمال
Feb 28, 2023
قضية تغير المناخ بين تعويضات الكوارث وتمويلات الحروب