في البلد األكثرَ حرا في العالم: من هم الأكثر تضررًا من تداعيات تغير المناخ؟ المناخ والهجرة والصحة في الكويت
هذا البحث هو جزء من تقرير الراصد العربي ٢٠٢٣ عن الحق في الصحة.
في البلد األكثرَ حرا في العالم: من هم الأكثر تضررًا من تداعيات تغير المناخ؟ المناخ والهجرة والصحة في الكويت - براك الأحمد
يمكنم تحميل التقرير كاملًا عبر الضغط هنا.
مقدّمة
في حين أنّ تغيُّر المناخ، باعتباره أزمة عالمية، يُؤثّر على كافة جوانب الحياة، بما في ذلك صحّتنا، فإنّ لهذه التداعيات عواقب وخيمة على الفئات السكّانية الضعيفة مثل العمّال المهاجرين. يّشكل العمّال المهاجرون جزءًا أساسيًا من القوى العاملة في الكويت. ويواجه العمّال تحديات جمّة في البلدان المضيفة، بما في ذلك التمييز وظروف العمل والمعيشة الرديئة والوصول المحدود إلى الخدمات الصحية. ستتعرّض صحّة العمّال المهاجرين للمزيد من التهديدات جرّاء تداعيات تغيُّر المناخ، ممّا يؤدّي إلى تفاقم التحديات التي تواجههم وحالات الإجحاف والتفاوتات الصحية. غالبًا ما تُهمل صحّة المهاجرين في البلدان المضيفة، ويتمّ انتهاك حقّهم في الصحّة باستمرار.
تهدف دراسة الحالة هذه إلى بحث تداعيات تغيُّر المناخ على صحّة العمّال المهاجرين في الكويت واستكشاف الوسائل التي يتمّ من خلالها انتهاك حقّ هؤلاء العمّال في الصحّة. ستسلّط دراسة الحالة الضوء على التقاطعات المركّبة بين المناخ والهجرة والصحّة في الكويت، كما ستقدّم توصيات شاملة مُعدّة خصّيصًا للعمّال المهاجرين الذين هم في الخطوط الأمامية للظروف المناخية القاسية.
تغيُّر المناخ العالمي هو أزمة صحّية
في سلسلة من التقييمات التي أجرتها الهيئة الحكومية الدولية المعنيّة بتغيُّر المناخ (IPCC)، تمّ تحديد الروابط بين تغيُّر المناخ وصحّة السكان بشكلٍ واضح (Intergovernmental Panel Climate Change 2021). لم يعد تغيُّر المناخ مجرّد قضية تعني المتخوّفين والمحافظين البيئيّين فحسب؛ بل أصبح يُشكّل حالة طوارئ صحّية. تُظهر الأدلّة الحالية أنّ المناخ المتغيّر قد ألحق أضرارًا غير مسبوقة بتوازن النظم البيئية والحياة المستدامة.
تُعدُّ المسارات التي يتفاعل فيها المناخ والصحّة معقّدة وثنائية الاتّجاه ومتداخلة (Khraishah et al. 2022؛ Rocque et al. 2021). ويُعتبر التأثير المباشر للحرارة الشديدة على الصحّة أحد أبسط المسارات. فعلى مدى العقد الماضي، ازداد تواتر موجات الحرّ والحرّ الشديد ومدّتها وشدّتها. في تحليل لجميع الوفيات العالمية حول العالم، تمّ تقدير أنّ درجات الحرارة غير المثلى قد تتسبّب بحوالى 5 ملايين حالة وفاة كلّ عام (Zhao et al. 2021). بالإضافة إلى ذلك، أظهر تحليل عالمي آخر أنّه لكلّ 100 حالة وفاة مرتبطة بأمراض القلب، تُعزى حالة وفاة واحدة على الأقلّ إلى درجات الحرارة الشديدة وحدها (Alahmad et al. 2023). يمكن أن يكون للتعرّض المطوّل للحرارة مجموعة من التأثيرات الخطيرة وحتّى المهدّدة للحياة على جسم الإنسان (شكل 1). عندما يتعرّض الجسم للحرّ، يتعرّق ليبرد ويتحوّل الدمّ بعيدًا عن الكثير من الأعضاء باتّجاه البشرة. يزيد التعرّق من خطر الإصابة بالجفاف إذا لم يتمّ تعويض السوائل. يمكن أن تؤدّي الضغوط على القلب والرئتين والكلى إلى تفاقم الحالات الصحية القائمة لدى الأفراد المعرّضين للخطر (Ebi et al. 2021). إلى ذلك، تُظهر المزيد من الأبحاث حاليًا تأثيرات سلبية على الصحّة العقلية (Berry et al. 2010)، وتزايد الطلب على الرعاية الصحية (Bone et al. 2018)، والإصابات المرتبطة بالعمل (Fatima et al. 2021) وغيرها.
براك الأحمد
تحميل التقرير الكامل
هذا البحث هو جزء من تقرير الراصد العربي ٢٠٢٣ عن الحق في الصحة.
احدث المنشورات
