ورقة موقف المجتمع المدني العربي من المفاوضات الدولية المتعلقة بتغير المناخ في الكوب 30
ورقة موقف المجتمع المدني العربي من المفاوضات الدولية المتعلقة بتغير المناخ في الكوب 30
للسنة الثالثة على التوالي يتابع المجتمع المدني العربي إصدار ورقة موقف من المفاوضات المناخية السنوية ومن قضية تغير المناخ، في ظل تغيرات دراماتيكية، في طليعتها استمرار الحروب في المنطقة والعالم مع ما لها من آثار على المجتمعات والحكومات والبيئة والمناخ. واستمرار الكوارث المناخية بوتيرة متصاعدة ومخيفة حول العالم، بالإضافة الى انسحاب الولايات المتحدة الأميركية مع إدارة الرئيس ترامب من اتفاقية باريس والإصرار على زيادة الاستثمار في حفر الوقود الأحفوري، والحرب التجارية وزيادة الرسوم الجمركية لاسيما على الطاقات المتجددة، وتخطي الدول للمهل لتقديم "المساهمات المحددة وطنيا" قبيل انعقاد مؤتمر الأطراف الثلاثين في بيليم البرازيلية، مما يؤشر بأن النتائج ستكون وخيمة ولن يحصل تقدم مهم في جولة هذا العام من المفاوضات، اسوة بالمؤتمرات السابقة.
ولاحظ المجتمع المدني العربي في السنوات الأخيرة (لاسيما بعد أزمة كورونا التي أثبتت فشل التعاون الدولي في المجلات الكبيرة كافة)، أن المفاوضات لا تتقدم في محاورها المختلفة الأساسية، لناحية إلزام او التزام الدول (لاسيما المتقدمة منها) بتخفيف الانبعاثات العالمية، ولا بزيادة إجراءات التكيف ولا بالتمويل الذي يعتبر مسؤولية وواجب الدول المتقدمة وحق للدول النامية. وان الدول قد استبدلت التطور الشامل في محاور القضية كافة، باعلانات جزئية لبعض القضايا الصغيرة يتم الاتفاق عليها بين مجموعة من الدول، لحفظ ماء وجه الدول المستضيفة وعدم الإعلان عن الفشل التام في المعالجات.
هكذا فشل مؤتمر غلاسكو (cop 26 ) العام 2021 في إعلان الخروج من الوقود الأحفوري بإعلان التخلي التدريجي عن الفحم الحجري وعدم متابعة هذه النتيجة الصغيرة أيضا في السنوات اللاحقة، بالاضافة الى إعلان جزئي ل100 دولة عن خفض انبعاثات غاز الميتان. وصحيح أن الكوب 27 في السنة التالية الذي عقد في شرم الشيخ مهد الطريق لإنشاء صندوق الخسائر والأضرار، إلا أن هذا الصندوق بقي شبه فارغ ولا يزال هناك نقاش كبير حول من يتحمل المسؤولية التاريخية عن الانبعاثات او تلك الحالية وكيف ستكون مساهمتهم في هذا الصندوق. وصحيح أن الكوب 28 الذي عقد في دبي العام 2023 قد خرج بإعلان بداية الخروج من الوقود الأحفوري لأول مرة في تاريخ المفاوضات، إلا أن هذا الموضوع لم يتابع لوضع آلياته في السنة التالية في أذربيجان التي وصف رئيسها الوقود الأحفوري بأنه "هدية من الله"! كما لم يتابع في المفاوضات التحضيرية هذا العام في بون، مما يؤشر بتجاهله تماما في الكوب 30 نهاية هذا العام في بيليم البرازيلية، خصوصا أن الدولة المضيفة قد سبقت انعقاد القمة المناخية بالإعلان عن مزاد للتنقيب عن الوقود الأحفوري في اراضيها اسوة بما فعلته أذربيجان العام الماضي أيضا! كما تجدر الاشارة ان ما اعتبر انجازا العام الماضي في الكوب 29 بدفع الدول الغنية 300 مليار دولار بحلول العام 2035 لا يمكن التعويل عليه بالمقارنة مع التعهدات السابقة منذ إقرارها في مؤتمر كوبنهاغن العام 2008 حين تم التعهد بدفع 100 مليار دولار سنويا ابتداء من العام 2020، وقد مر خمس سنوات على هذا التعهد لم يتم الالتزام سوى بالقليل جدا مما هو مطلوب، وقد تجاوزت كلفة معالجة الخسائر والأضرار السنوية للكوارث المناخية كل هذه المبالغ الموعودة بثلاثة أضعاف تقريبا!
احدث المنشورات