Sep 30, 2024
منطقة مشتعلة - العدد الرابع

منطقة مشتعلة

العدد الرابع - ٣٠ ايلول/سبتمبر ٢٠٢٤


إسرائيل تستعد لاجتياح - غزو برِّي 


بعد أكثر من أسبوع على بدء الاعمال العسكرية بشكل واسع على الأراضي اللبنانية تفيد أخبار الجنوب اللبناني ان إسرائيل بدأت تنفيذ تهديها بالتوغل البري في لبنان الذي حدد وزير الدفاع هدفه بتدمير البنية التحتية لحزب الله على الحدود، وإقامة منطقة عازلة. وما يلفت النظر أن التصريحات الأميركية تؤكد وجود قبول أميركي بهذه العملية وهدفها المعلن.


والجديد أيضا استهداف الفلسطينيين، بعد ان تم اول من أمس استهداف مخيم اللاجئين الفلسطينيين في البص (قرب مدينة صور جنوب لبنان) واستهداف القيادي في حماس فتح الشريف، جرى أمس استهداف مخيم عين الحلوة قرب صيدا جنوب لبنان في محاولة لاغتيال القيادي في حركة فتح منير المقدح والذي نجا من العملية. وكانت غارة إسرائيلية قد استهدفت قياديين في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين شقة سكنية في بيروت.



جاء ذلك، بعد يوم دامي شهد مجازر متنقلة بحق المدنيين ولم توفر فرق الاسعاف والدفاع المدني طاولت مناطق الجنوب والبقاع نتيجة التصعيد الاسرائيلي الذي استمر حتى فجر يوم الإثنين. وقد تم استهداف العاصمة بيروت (خارج نطاق الضاحية الجنوبية) لأول مرة منذ آب 2006، بتنفيذ عملية اغتيال في منطقة الكولا وهي منطقة مركزية في العاصمة بيروت. وحصيلة يوم الإثنين حسب وزارة الصحة هي 95 شهيداً و172 جريحاً وبذلك تصبح الحصيلة الإجمالية 1840 شهيداً و8939 جريحاً



المساعدات والاستجابة الإنسانية 


إن مؤسسات الدولة الهشّة في لبنان تكافح لمواجهة التداعيات. وأن الصراع المستمر، إلى جانب تضاؤل الموارد العامة والافتقار إلى الدعم الدولي، يدفع الحكومة نحو انهيار محتمل. كما أن الجهود المبذولة لإدارة الأزمات الإنسانية والتنموية باتت مستنزفة. تتفاقم الأزمة الإنسانية مع وجود أكثر من مليون نازح، بما يتجاوز قدرات القطاعين الرسمي والأهلي لاستيعابه. وتتجه أنظار اللبنانيين إلى الحكومة بغضب من تلكؤها عن القيام بواجبها تجاههم من حيث توفير أماكن لائقة للإيواء وتوفير المستلزمات والتجهيزات والمواد الغذائية الضرورية. في المقابل تقوم المبادرات الفردية والمجتمعية للتضامن مع النازحين والتعويض عن النقص والمساهمة في توفير الاحتياجات الأساسية رغم شح الموارد والامكانيات. وتتفاقم التحديات بوجه اللاجئين السوريين في ظل تداول معلومات عن رفض قبول ايوائهم في مراكز الإيواء، وصعوبة عودة الكثيرين منهم إلى سوريا. 


وبحسب تقرير صادر عن الإسكوا وعدد من وكالات الأمم المتحدة، خلّف الصراع دمارًا هائلًا في اقتصاد لبنان، حيث من المتوقّع أن ترتفع معدّلات الفقر في المناطق الجنوبية بشكل كبير، إذ ستصل نسبة الفقراء إلى 94% في محافظة النبطية و87% في محافظة جنوب لبنان. كما تضررت قطاعات اقتصادية رئيسية في لبنان بشدة. وقد تتجاوز خسائر قطاع السياحة، شريان الحياة الحيوي، 3 مليارات دولار، في حين قُضي على القطاع الزراعي بسبب استخدام القنابل الفوسفورية الحارقة.


وفق مجلس الجنوب، 52,678  مسكناً ومؤسسة قد تضرروا حتى منتصف هذا الشهر، إذ تم توثيق نحو 50 ألف و 210 مساكن متضررة بفعل العدوان الإسرائيلي، ونحو 2,468 مؤسسة اقتصادية متضررة. ولا تشمل هذه التقديرات الاضرار الفادحة التي أحدثها العدوان الإسرائيلي في الأسبوع الأخير

هذا وقد حصل لبنان اليوم على مساعدات إنسانية نتيجة تصاعد الصراع مع إسرائيل. فقد أعلن الاتحاد الأوروبي عن تقديم مساعدات إضافية بقيمة عشر ملايين يورو، كما قدمت كندا مؤخرًا 10 ملايين دولار كندي، وقدّمت فرنسا 12 طناً من المعدات الطبية. كما قدّمت الإمارات العربية المتحدة مساعدات إنسانية طارئة للبنان بقيمة 100 مليون دولار. وتعرب دول أخرى عن استعدادها لتقديم مساعدات نقدية او عينية، لكنها تبقى دون الاحتياجات الفعلية حتى الآن.



المواقف السياسية في لبنان

المواقف السياسية للأطراف اللبنانية متفاوتة لجهة اتجاهها ومضمونها وأثرها. الموقف الشعبي والسياسي العام خارج من هم في الحكم يضغط من اجل استعادة الدولة والمؤسسات لدورها والمبادرة من اجل الإمساك بالقرار وفرض وقف اطلاق النار في سياق القرارات الدولية. وبرز موقف اكثر وضوحا صادر عن السلطة على لسان رئيس مجلس الوزراء الرئيس نجيب ميقاتي وبعد لقائه مع رئيس مجلس النواب نبيه بري أعلن فيه استعداد لبنان على تطبيق القرار 1701 كاملاً بما فيها ارسال الجيش اللبناني الى جنوب الليطاني فور وقف إطلاق النار. كما أعلن ان الرئيس بري أكد له انه فور وقف إطلاق النار سيدعو الى جلسة لانتخاب رئيس جمهورية توافقي لا يشكل تحدياً لاحد. كما ناشد الدول المانحة مساعدة لبنان لمواجهة التحديات.

وفي اول بيان لحزب الله بعد اغتيال الامين العام صرَّح نائب امين عام الحزب الشيخ نعيم قاسم ان حزب الله سينتخب امينا عاما جديدا في أقرب فرصة ممكنة وان المعركة طويلة وكل الخيارات مفتوحة ولكن في نفس نهج واتجاه الأمين العام السابق، موحياً باستمرار الحزب على ممارساته السابقة.
وعبّر الوزير والنائب السابق وليد جنبلاط عن أسفه لأنه "لا تجرؤ أي قوة على إدانة نتنياهو، لا فرنسا ولا أميركا ولا أحد، فهو يفعل ما يريد، ويقتل مَن يريد، بحجة مكافحة الإرهاب".


المواقف الدولية

الحدث الابرز على المستوى السياسي كان وصول وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو الذي بدأ سلسة من اللقاءات مع المسؤولين اللبنانيين. وقد اعتبر الوزير الفرنسي أن "ثمة حلولاً دبلوماسية"  تتضمن"وقف إطلاق النار واحترام القانون الدولي والإنساني وتنفيذ القرار 1701"، ".ولاحقاً قال بارو خلال مؤتمر صحافي إن المبادرة التي أطلقها الرئيسيان الفرنسي إيمانويل ماكرون والأميركي جو بايدن لوقف النار بين حزب الله وإسرائيل "لا تزال مطروحة"، موضحاً أن "المقترح الأميركي الفرنسي يضمن هدنة فورية يعقبها وقف دائم للنار".وحث وزير الخارجية الفرنسي حزب الله وإسرائيل على وقف عاجل للنار،  وحث "إسرائيل على وقف أي عملية برية ووقف اطلاق النار".

وكانت الإدارة الأميركية قد تلقت إخطارا برغبة أسرئيل بالتوغل البري في لبنان، ونشرت والوكالات الإعلامية خبرا مفاده إن خطط إسرائيل للعملية البرية المحدودة متوافقة مع الولايات المتحدة. بالمقابل، دعا الرئيس بايدن إلى توقف الأعمال العسكرية بين إسرائيل وحزل الله، وشدد وزير خارجية أميركا أنطوني بلينكن على العمل من أجل حل ديبلوماسي يوفر الأمن لإسرائيل ولبنان ويسمح للمواطنين على جانبي الحدود بالعودة لديارهم. وفي الوقت عينه تعزز الولايات المتحدة الأميركية قواتها في الشرق الأوسط من أجل الحد من مخاطر حرب إقليمية أوسع وحماية المصالح الأميريكة وتعزيز القدرات الدفاعية الإسرائيلية.

كما  حذر الكرملين من مخاطر الانزلاق الى حرب إقليمية في المنطقة، ومن أن يؤدي القصف العشوائي على المناطق السكنية في لبنان إلى كارثة إنسانية مماثلة لتلك التي وقعت في غزة.

أما الاتحاد الأوروبي وعبر مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، فقد اعتبر إن الوضع الإنساني في لبنان يتدهور بسرعة مع نزوح مليون شخص في غضون أيام قليلة، ولكنه أيضا أكد على إن دفاع إسرائيل عن نفسها يجب أن يكون متوافقا مع القانون الدولي.
وفي إيران مواقف ملتبسة إزاء التطورات في لبنان والمنطقة ففي حين اكدت على ان قدرات حزب الله تمكنه من تحقيق الانتصار على إسرائيل لم تقم باي مبادرة جدية تظهر التضامن الفعلي والميداني دفاعا عن ذراعها العسكري المتقدم والأكثر أهمية في الشرق الأوسط إثر تعرضه لضربات موجعة أدّت الى تدمير نسبة كبيرة من قدراته القتالية وتجهيزاته وصولا الى حد اغتيال قياداته العسكرية وعلى رأسهم الأمين العام. وقد صرح قيادي في إيران بانها ستنتقم لاغتيال حسن نصر الله والمسؤول في الحرس الثوري الإيراني الذي قتل معه، وقد تلقت إيران تهديدا مباشرا من الولايات المتحدة في حال تدخلت في الحرب.

في غزة 

وفي الوقت الذي خفّت فيه حدة الاعمال العسكرية في غزة بسبب تركيز إسرائيل على جبهة الشمال مع لبنان أعلنت الأمم المتحدة، الإثنين، أن "ثلثي المباني في قطاع غزة دُمرت أو تضررت منذ بدء الحرب في أكتوبر 2023. ما يمثل 66 بالمئة من المباني المتضررة في القطاع 163778 مبنى في المجموع"

وأشار التقرير الى ان الاضرار تشمل "52564 مبنى دُمرت؛ و18913 مبنى تضررت بشدة؛ و35591 مبنى تضررت هياكلها؛ و56710 مبنى لحقت بها أضرار متوسطة".


وقالت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو) انه حوالي 68 بالمئة من حقول المحاصيل الدائمة في قطاع غزة سجلت "تراجعا كبيرا في صحة المحاصيل وكثافتها في سبتمبر".

احتجاجات وتصريحات تضامنية حول العالم: "ارفعوا أيديكم عن لبنان" و"حرروا فلسطين" و"قاطعوا إسرائيل"

عمت مدن السويد وفنلندا وفرنسا وتركيا وأستراليا يوم الاحد في 29 سبتمبر مظاهرات للتضامن مع غزة والشعب الفلسطيني الذي يتعرض لعدوان يهدد وجوده. 

وأصدرت شبكة العمل المناخي بيانًا يشير إلى التضامن مع لبنان. وأشار البيان إلى أن قصف المدنيين ونشر الدبابات على حدود لبنان مع التهديد بغزو بري من قبل إسرائيل والتصعيد في الضفة الغربية والإبادة الجماعية المتفشية في غزة ليست انتهاكات واضحة للقانون الدولي فحسب، بل إنها إهانة للإنسانية ويجب أن تتوقف على الفور.

صدر عن الأمين العام للأمم المتحدة بيان بشأن لبنان يوم 28 سبتمبر، حث فيه الأطراف على إعادة الالتزام بالتنفيذ الكامل لقرار مجلس الأمن 1701 (2006) وأشار إلى أن "هذه الدورة من العنف يجب أن تتوقف الآن، ويجب على جميع الأطراف التراجع عن حافة الهاوية.

صدرت بيانات ومواقف عن قادة العالم أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة سلطت الضوء على الوضع العالمي المتأزم، وقال وزير الخارجية والتجارة الخارجية في لوكسمبورج كزافييه بيتيل: "العالم كله، في الواقع، إذا نظرت جغرافيًا، في حالة حرب ...  والناس يعتبرون ان المؤسسات الدولية أصبحت "كلبًا ينبح بلا أسنان" في تعبير واضح عن حالة الضعف التي وصلت اليها منظمة الأمم المتحدة.". 




احدث المنشورات
Nov 22, 2024
منطقة مشتعلة - العدد ٥٧
Nov 21, 2024
منطقة مشتعلة - العدد ٥٦
منشورات ذات صلة
Oct 01, 2024
منطقة مشتعلة - العدد الخامس
Oct 02, 2024
منطقة مشتعلة - العدد السادس