Sep 29, 2024
منطقة مشتعلة - العدد الثالث

منطقة مشتعلة
العدد الثالث - ٢9 ايلول/سبتمبر ٢٠٢٤


يوم دام آخر في لبنان وغزة


بعد ثلاثة ايام دامية نتيجة التصعيد غير المسبوق للاجتياح الجوي الاسرائيلي شهد لبنان حصيلة غير مسبوقة من الشهداء والجرحى المدنيين (في يوم واحد) وأدى الى تهجير أكثر من مليون شخص، كما قصفت الطائرات الحربية الإسرائيلية ضاحية بيروت الجنوبية والبقاع والجنوب وسط تصاعد التحذيرات الدولية من حرب شاملة بعد اغتيال الأمين العام لحزب الله. وفي اليوم الـ 359 للحرب على غزة، واصل الجيش الإسرائيلي غاراته على القطاع المحاصَر مخلّفًا المزيد من الضحايا. 


تتصرف الحكومة الإسرائيلية كأنها حصلت على رخصة قتل (license to kill) وباتت خارج أي نوع من المساءلة إزاء انتهاكاتها للقانون الدولي، وهي تسعى الى تحويل القتل اليومي الى وضع اعتيادي ومقبول ومكونا عضويا في سياستها وممارستها.




لبنان

صرح رئيس الحكومة اللبنانية بتخصيص 778 مركز إيواء تستضيف حتى الآن 118 ألف شخص، لكن المقدر أن عدد النازحين أكبر بكثير وقد يصل الى المليون شخصاً حسب رئيس الحكومة نزحوا في الأيام الأخيرة من جنوبي البلاد وشرقيها ومن الضاحية الجنوبية لبيروت، وقد يكون النزوح الأكبر في البلاد، وهو حصل خلال فترة قصيرة جداً لا تزيد عن أيام قليلة


ووفق تحديثات وزارة الصحة، إن حصيلة عدد الشهداء قد بلغ نهار الأحد 29 سبتمبر 105 والجرحى 359، وبذلك يصبح اجمالي عدد الشهداء 1745 بينهم 41 مسعفاً، والعدد العدد الإجمالي للجرحى بلغ 8767. أما عدد الغارات فهو 7451 



على المستوى السياسي


طالب رئيس الحكومة اللبنانية بالتطبيق الفوري للقرار الدولي رقم 1701، كما طالب ناشطون سياسيون ونواب الحكومة اللبنانية ان تتحمل مسؤولياتها والمبادرة الى اتخاذ الخطوات الآيلة الى حماية لبنان والمواطنين، والحد من الخسائر، كما طالبوها بمبادرة تخاطب اللبنانيين والعالم، وتفتح نافذة في الفراغ السياسي للخروج من الوضع الحالي ووضع حد للحرب الدموية التي تشن على لبنان. على ان تعمل بالتنسيق مع مجلس النواب ورئيسه لإعلان حالة طوارئ سياسية وأمنية وإنسانية.


من ناحية اخرى وجهت قيادة الجيش اللبناني نداءً إلى اللبنانيين للحفاظ على الوحدة الوطنية، وعدم الانجرار وراء أفعال قد تمسّ بالسلم الأهلي في هذه المرحلة الخطيرة والدقيقة، داعيةً "المواطنين للتجاوب مع هذه التدابير.


وكان موقف البطريرك الماروني لافتاً في تعليقه على اغتيال امين عام حزب الله السيد حسن نصر الله حيث أشار إلى أن هذا الاغتيال فتح جرحًا عميقًا في قلب اللبنانيين، مؤكدًا أن هذه الشهادة قد اختارها مؤمنون من مختلف المكونات اللبنانية في سبيل الوطن الذي أحبوه رغم اختلاف رؤاهم في إدارته. ودعا الراعي المجتمع الدولي إلى التحرك من أجل تحقيق السلام العادل الذي يضمن حقوق شعوب المنطقة، لافتًا إلى أن اللبنانيين لا يمكنهم الاعتماد على أحد سوى أنفسهم. كما شدد على أن لبنان لن يستطيع أن يؤدي رسالته إلا عبر الحياد لان الحرب "خسارة للجميع"، داعيًا إلى اعتماد الدبلوماسية كسبيل لتجنب المزيد من الخسائر.


على المستوى الدولي 


لا تطور في الموقف الأميركي: دعوات الى تجنب اشتعال حرب إقليمية، وامتناع عن ممارسة أي ضغط لكبح جماح عدوانية الحكومة الإسرائيلية التي تضع المنطقة على شفير حرب إقليمية شاملة. أكد الرئيس الأميركي على ضرورة تجنب الحرب الشاملة، في حين شدد المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي على إن دعم أميركا للبنان صلب ولن يتغير، وهو يتمنى ألا يرى تصعيداً إيرانياً ولكن وإن حدث فلدى أميركا القدرات للدفاع عن نفسها وعن إسرائيل.


ووصل وزير الخارجية الفرنسية مساء الأحد إلى بيروت حيث يعتزم التباحث مع السلطات المحلية وتقديم الدعم الفرنسي، لا سيَّما الإنساني، وسلَّم لبنان هبة مساعدات لعلاج الحالات الطارئة.


وأعلنت المفوضية الأوروبية عن مساعدات إنسانية إضافية عاجلة بقيمة 10 ملايين يورو كمساعدة إضافية للأشخاص المتضررين من التصعيد المستمر في لبنان، واعتبرت المفوضية ان هذا التمويل الطارئ يهدف إلى معالجة الاحتياجات الأكثر الحاحاً مثل الحماية الغذائية وتوفير المأوى والرعاية الصحية.


غزة واليمن.. والمواقف الإسرائيلية 


أعاد نتنياهو التأكيد على أهدافه وهي القضاء على حماس، إعادة المختطفين وإعادة السكان الى الشمال، في ظل الحديث عن استعداد إسرائيل لتحرك برّي سيترك مجالا للتفاوض على إخراج مقاتلي حزب الله من الحدود باتفاق خطي.  


وبحسب الأخبار، طلبت اسرائيل من واشنطن إرسال قوات إضافية للمنطقة استعداداً لرد إيراني محتمل، النائب المعارض جدعون ساعر سينضم إلى الحكومة في خطوة من المرجح أن تعزز موقف رئيس الوزراء سياسيا.


وفي سياق مواز، قال وزير الطاقة الإسرائيلي إن اتفاقية ترسيم الحدود البحرية مع لبنان كانت خطأً يجب تصحيحه، وهو يبحث عن طريقة أو ثغرة لإلغاء ترسيم الحدود البحرية مع لبنان. يذكر أنه تم التوصل لاتفاق ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل في أكتوبر من عام 2022، في مفاوضات غير مباشرة استمرت عامين بوساطة أمريكية حول ترسيم الحدود في منطقة غنية بالنفط والغاز الطبيعي بالبحر المتوسط. وكان خبراء مدنيون وعسكريون في لبنان قد اكدوا ان الاتفاق مجحف بحق لبنان، وحرمه من مساحة بحرية يقع فيها جزء من حقل كاريش الذي تنفرد اسرائيل باستغلاله حاليا.


وفي تصعيد آخر، استهدفت غارات جوية إسرائيلية، مساء الأحد، مناطق عدة من الحديدة في اليمن، والتي تسيطر عليها جماعة الحوثي. الغارات استهدفت خزانات النفط في ميناء رأس عيسى، بينما استهدفت غارات أخرى ميناء الحديدة على البحر الأحمر، غربي اليمن. وكشفت مصادر طبية تابعة للحوثيين، أن هذه الغارات الجوية الإسرائيلية أدت إلى مقتل 4 اشخاص وإصابة 29 شخصا في حصيلة أولية.



احدث المنشورات
Sep 30, 2024
منطقة مشتعلة - العدد الرابع
Sep 28, 2024
منطقة مشتعلة - العدد الثاني