Oct 02, 2024
منطقة مشتعلة - العدد السادس

منطقة مشتعلة

العدد السادس - ٢ تشرين أول/اكتوبر ٢٠٢٤ 


هل ستنجح المساعي الدبلوماسية بالتوصل الى وقف إطلاق النار؟


في اليوم الـ 362 للحرب على غزة، تواصلت عمليات القصف الإسرائيلي الكثيف من البر والبحر والجو في شتّى أرجاء القطاع، وفي اقل من 24 ساعة، استشهد ما لا يقل عن 193 فلسطينيًا وأُصيب 652 آخرين بجروح، وفقًا لوزارة الصحة في غزة. وبذلك يرتفع عدد ضحايا العدوان إلى 41 ألفا و689 شهيدا، و96 ألفا و625 مصابا منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.


وفي الأثناء، تواصل القصف المتبادل في لبنان بين حزب الله وإسرائيل حيث دوت صفارات الإنذار في معظم المستوطنات بالشمال، في حين قصفت إسرائيل العديد من القرى والبلدات اللبنانية بالجنوب والبقاع كما قصفت الضاحية الجنوبية والعاصمة بيروت مستخدمة القنابل الفوسفورية المحرمة دوليا. وقد أعلنت وسائل إعلام إسرائيلية عن مقتل 10 جنود وإصابة 67 آخرين في مواجهات واشتباكات مع مقاتلي حزب الله على الحدود مع لبنان.


ومن ناحية أخرى، حذرت إيران من أن أي رد فعل على عملية إطلاق الصواريخ التي استهدفت إسرائيل أمس ستقابل برد أكثر شدة، وذلك بعد تهديدات بنيامين نتنياهو بأن إسرائيل سترد بقوة على الهجمات الصاروخية الإيرانية التي استهدفت مواقع عديدة.


 وعلى المستوى الدولي عقد مجلس الامن يوم الأربعاء جلسة طارئة لبحث التطورات في الشرق الأوسط والتطورات في الحرب على غزة ولبنان. بدأت الجلسة مفتوحة ثم اغلقت لإجراء مشاورات بين الدول الأعضاء حول مشروع القرار الأميركي المتعلق بالتطورات في المنطقة.



لبنان: الوضع الميداني


شن الجيش الإسرائيلي فجر الأربعاء غارات متتالية على الضاحية الجنوبية لبيروت وذلك بعد توجيه إنذارات لسكان مبان في عدد من احيائها بالإخلاء الفوري طالبين منهم الابتعاد مسافة لا تقل عن 500 مترا، استهدفت من بعدها ٩ غارات إسرائيلية استمرت ساعتين مناطق متفرقة من الضاحية الجنوبية. وتواصلت الغارات على مناطق أخرى في البقاع الشمالي والبقاع الغربي مستهدفة قرى وبلدات واحياء سكنية ومحدثة دمارا كبيرا في الممتلكات.


وكان حزب الله قد أعلن منذ ساعات الفجر الاولى عن تطورات ميدانية في الجنوب حيث تصدى لقوات برية إسرائيلية حاولت التسلل من ثلاث محاور العديسة وعيترون ومارون الراس وهي بلدات لبنانية، وأجبرها على التراجع، بعدما سقط 30 إسرائيليا وجرح 68 بحسب اعلان حزب الله.


كما أعلن الجيش الإسرائيلي اليوم الأربعاء تعزيز قدرات وحداته العسكرية عبر انضمام الفرقة 36 إلى العملية البرية في جنوبي لبنان من فيهم جنود لواء غولاني، ولواء المدرعات 188، ولواء عتسيوني (6) وقوات إضافية، إلى العملية البرية المركّزة والمحددة التي بدأت في جنوبي لبنان.


في المقابل، يستمر دوي صفارات الإنذار بوتيرة غير مسبوقة في أنحاء إسرائيل إثر إطلاق كثيف من حزب الله لصواريخ وطائرات مسيّرة وقذائف مدفعية تستهدف مواقع عسكرية ومستوطنات، وسط تعتيم صارم من الرقابة العسكرية الإسرائيلية على الخسائر البشرية والمادية، حسب مراقبين

هذا وصرح رئيس مديرية المخابرات العسكرية الإسرائيلية قائد الفيلق الشمالي بترجيح امتداد المناورات البرية في الأراضي اللبنانية حتى تصل العاصمة بيروت أو حتى بعدها.

وتجددت بعيد منتصف ليل الأربعاء – الخميس الغارات على ضاحية بيروت الجنوبيةـ اذ نفذ الطيران الإسرائيلي 16 غارة مستهدفا احياء سكنية. وللمرة الثانية يستهدف الطيران الحربي الإسرائيلي العاصمة بيروت من خلال غارة على مركز الدفاع المدني التابع للهيئة الصحية الإسلامية وسط حي سكني يعج بالسكان والنازحين من الضاحية والجنوبية أدى الى مقتل 6 مسعفين وجرح 7 من المدنيين جروح بعضهم حرجة. كما طالت الغارات خلال الليل مناطق في الهرمل-البقاع الشمالي.

وفي حصيلة اليوم، بلغ عدد الشهداء لغاية الساعة 12 ليلاً بحسب بيان وزارة الصحة:46 وعدد الجرحى: 85 ليبلغ عدد الشهداء الاجمالي: 1919 وعدد الجرحى الاجمالي: 9219.



وبشأن عمليات إيواء وإغاثة النازحين، صرح رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي إلى «بلوغ مراكز الإيواء حوالي 874 مركزاً، والعدد إلى ازدياد، وتفيد الإحصاءات أن غالبية الذين يفترشون الطرق هم من غير اللبنانيين، ونحن نتعاون في هذا الصدد مع مفوضية شؤون اللاجئين التي ستتولى العناية بهم بالتعاون مع وزارة الشؤون الاجتماعية»، مؤكداً أنه «من غير المسموح أن تبقى الناس على الطرق».


وأعلن ميقاتي أنه تبلّغ من المنظمات الدولية بموافقة فورية على تمويل بـ 200 مليون دولار، من أصل 427 مليون دولار يحتاجها لبنان للأشهر الثلاثة المقبلة. (كانت الحكومة قد أصدرت الثلاثاء نداءً مشتركا مع الأمم المتحدة تطلب فيه مساعدات عاجلة بقيمة 427 مليون دولارا.)


لبنان: التطورات السياسية


عقد مجلس الوزراء جلسة واتخذ قرارا بتغطية التأمين لشركة طيران الشرق الاوسط لإبقاء مطار بيروت الدولي مفتوحا، وأعلن رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، بعد الجلسة أنه كلّف قائد الجيش العماد جوزيف عون بـ«القيام بما يراه مناسباً من أجل حماية لبنان والمؤسسة العسكرية»، في ضوء العدوان الإسرائيلي الذي يتعرض له لبنان.


وفي المسار الدبلوماسي، أكد رئيس الحكومة «تأييد وتبني النداء الذي أصدرته الولايات المتحدة وفرنسا بدعم من الاتحاد الأوروبي وبريطانيا وألمانيا والسعودية وقطر وأستراليا وكندا والإمارات وإيطاليا واليابان» بشأن وقف إطلاق النار في لبنان، مُحمّلاً مسؤولية استمرار الحرب للعدو الإسرائيلي «الذي يمضي في عدوانه وخروقاته وبعدم الالتزام بالقرار 1701». ولفت ميقاتي إلى أنه سيتواصل مع وزير الخارجية عبد الله بو حبيب الموجود في الولايات المتحدة لتنسيق الموقف الذي سيُعلنه في اجتماع «مجلس الأمن الدولي» اليوم.


وبعد لقاء "اللقاء النيابي التشاوري المستقل" مع رئيس مجلس النواب، صرح بأن بري لم يعد متمسّكًا بالحوار كشرط مسبق لانتخاب الرئيس، وأنه أكد تأييده لوقف لإطلاق النار وفق المبادرة الأميركية والفرنسية المطروحة والتي تستند إلى تطبيق القرار ١٧٠١. هذا وقد صرَّح مسؤول في حزب الله لوكالة رويترز ان الحزب قد كلف الرئيس نبيه بري للتفاوض نيابة عنه بشأن إنهاء أزمة شغور رئاسة الجمهورية. وكانت مصادر قد اكدت ان حسن نصر الله وافق قبل اغتياله على الهدنة 21 وفق المبادرة الأميركية الفرنسية.


كما ناشد بيان المطارنة الموارنة الدول والمؤسسات الدولية مساندة الجهود الرسمية في لبنان للتخفيف من آثار النزوح، مطالبين المجتمع الدولي بتحمّل مسؤولياته لوقف إطلاق النار فوراً وتطبيق القرار 1701 ودعوا للمبادرة سريعا إلى فتح المجلس النيابي وانتخاب رئيس للجمهورية لان لبنان أمام استحقاقات مصيريّة.


وفي تطور لافت أكد رئيس الحكومة نجيب ميقاتي في تصريح من عين التينة مساء الاربعاء بعد لقائه رئيس مجلس النواب نبيه بري والوزير السابق وليد جنبلاط على أهمية وحدة اللبنانيين بمواجهة هذا العدوان وتضامنهم الوطني مؤكدا على تأييدهم لجهود وقف إطلاق النار وتمسكهم بتنفيذ القرار 1701 وارسال الجيش الى الجنوب، وكان الرئيس ميقاتي في تصريح صحافي قد طالب بدعم الجيش اللبناني وتأهيله ليتمكن من الانتشار جنوبا ولاطلاع بدوره في حماية الحدود اللبنانية لاسيما في الجنوب.


 أمام مجلس الأمن: الأمم المتحدة تدعو إلى وقف "الدائرة المروعة" للتصعيد في الشرق الأوسط


دعت الخارجية الفرنسية لعقد جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي لمناقشة الوضع في الشرق الأوسط عصر اليوم الأربعاء، وسبق وطلبت من السلطات الإسرائيلية "أن تضع في أسرع وقت ممكن حدّا" لـ "عملياتها العسكرية" ومن "حزب الله بوقف أعماله الإرهابية ضدّ إسرائيل وسكّانها"، مع التذكير بأن فرنسا "متمسّكة بأمن إسرائيل وبحقها في الدفاع عن نفسها.


أكد الأمين  العام للأمم المتحدة في كلمته امام مجلس الامن على أن "المدنيين يدفعون ثمنا باهظا"، وأضاف بأن "إسرائيل شنَّت في غزة “الحملة العسكرية الأكثر دموية وتدميرا في سنواتي كأمين عام"، وقال بان هجمات 7 أكتوبر "لم تأت من عدم فالقطاع يعاني منذ 50 عاما من الاحتلال وبناء المستوطنات، وعمليات الإخلاء، والاستيلاء على الأراضي، وتكثيف هجمات المستوطنين، الأمر الذي يقوض تدريجيا أي احتمال لحل الدولتين"، مضيفا أن ذلك لا يبرر للجماعات الفلسطينية المسلحة اللجوء الى العنف ضد المدنيين كما ان ذلك بدوره لا يبرر لإسرائيل الاعتداء على المدنيين. مؤكدا ان للحرب قواعد يجب الالتزام بها.


وقال مندوب لبنان في الجلسة بأن العدوان البربري الاسرائيلي لم يوفر المدنيين ولا عمال اغاثة ولا صحفيين وكل ما تقوله اسرائيل عن عمليات محدودة غير صحيح وما حصل في قرية عين الدلب خير دليل على ذلك (قرية في شرق صيدا حيث سقط بناء سكني على رؤوس ساكنيه ذهبت ضحيته عائلات بأكملها تحت الإنقاض). وكرر الموقف الرسمي لرئيس الحكومة اللبنانية الموافقة على الالتزام بالنداء الذي صدر عن الرئيسين الأمريكي والفرنسي، والتعهد بتطبيق كل النقاط التي وردت فيه ومنها وقف إطلاق النار فورا من أجل بداية البحث في تطبيق قـرار مجلس الأمن رقم 1701 بشكل كامل وارسال الجيش الى الجنوب بمؤازرة قوات الطوارئ الدولية. وختم منبها أن لبنان يواجه أزمة إنسانية غير مسبوقة، وهو بحاجة إلى مساعدات إنسانية عاجلة.


وتتالت الكلمات حيث أدان مندوب فرنسا الاعمال العسكرية التي تطال المدنيين مطالبا بوقف فوري لإطلاق النار مع التمسك بتنفيذ القرار 1701. واعتبرت مندوبة بريطانيا ان استمرار الحرب في لبنان تهدد امن واستقرار المنطقة.


أما ممثلة الولايات المتحدة، فقالت إن إيران "متواطئة" في هجمات 7 تشرين الأول/أكتوبر على إسرائيل "بسبب تمويلها لحماس"، مؤكدة أن الدعم الإيراني "للوكلاء الإقليميين ساهم بشكل مباشر في الأزمة في غزة ولبنان". ودعت مجلس الأمن إلى فرض عقوبات إضافية على الحرس الثوري الإيراني "لدعمه للإرهاب. وأشارت الى توجه الولايات المتحدة نحو اقتراح مشروع قرار جديد لمجلس الامن يؤكد على حق إسرائيل في الدفاع عن النفس ويبرر الاعمال العسكرية التي تقوم بها إسرائيل.

واعتبر ممثل الجزائر أن تقاعس المجلس قد منح إسرائيل تفويضا مطلقا لمواصلة هجومها في غزة، وتصعيد الموقف ضد لبنان ومواصلة أجندتها الدموية المتمثلة في الموت والدمار.


اما ممثل إسرائيل لدى الأمم المتحد فقال بأن الرد على هجوم إيران سيكون قريباً.


غزة: معاناة تتجاوز التصور

يشير تقرير صادر عن البنك الدولي نُشر في 23 أيلول/سبتمبر إلى أن الاقتصاد الفلسطيني «يقترب من الانهيار في ظل أزمة إنسانية تاريخية في قطاع غزة.» وقد انكمش اقتصاد غزة بنسبة 86 بالمائة في الربع الأول من العام 2024، حيث انخفض الناتج المحلي الإجمالي الكلي في الأراضي الفلسطينية المحتلّة بنسبة 35 بالمائة، وفضلاً عن ذلك، أدت الأضرار الجسيمة التي لحقت بالاقتصاد الزراعي والغذائي إلى تفاقم الأزمة الإنسانية وتدمير سبل العيش. 

وبشأن التمويل، حتى يوم 30 أيلول/سبتمبر، صرفت الدول الأعضاء نحو 1.68 مليار دولار من التمويل المطلوب وقدره 3.42 مليار دولار (49 بالمائة) لتلبية الاحتياجات الأكثر إلحاحًا لدى 2.3 مليون نسمة في قطاع غزة و800,000 آخرين في الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، للفترة الواقعة بين شهري كانون الثاني/يناير وكانون الأول/ديسمبر 2024. 




في تطورات الرد الإيراني

نفت إيران تواصلها مع الولايات المتحدة قبل الهجوم الصاروخي وهي حذّرت الولايات المتحدة من "مغبة" التدخل بعد الهجوم الإيراني على إسرائيل. وهددت بضرب كل البنى التحتية" في إسرائيل إذا ما تمت مهاجمة إيران.

من جهتها اعلنت فرنسا إنها "حرَّكت" قدراتها العسكرية في الشرق الأوسط لمواجهة التهديد الإيراني ودعت لعقد اجتماع لمجلس الأمن الدولي بعد أن شنت طهران هجوما صاروخيا على إٍسرائيل. ودان ماكرون "بأشدّ العبارات" الهجوم الإيراني على إسرائيل. (معلومات عن اجتماع مجلس الامن أعلاه).

وأعربت وزيرة الداخلية الألمانية نانسي فيزر عن صدمتها إزاء مشاهد الاحتفالات التي حدثت في برلين بعد الهجوم الصاروخي الإيراني على إسرائيل، وذكّرت بأن أي نشاط لدعم حماس وحزب الله يقع تحت طائلة القانون[i].


احدث المنشورات
Oct 04, 2024
منطقة مشتعلة - العدد الثامن
Oct 03, 2024
منطقة مشتعلة - العدد السابع
منشورات ذات صلة
Sep 30, 2024
منطقة مشتعلة - العدد الرابع
Oct 01, 2024
منطقة مشتعلة - العدد الخامس