Dec 01, 2023
منتدى سفير الختامي - دور الشباب السياسي غير الحاضر في صناعة القرار وتحديات التنمية وسط الاحتلال وقمع الحريات‪ - ‬جويل عبدالعال
جويل عبدالعال
صحافية

الرجاء الضغط هنا لنبذة والمنشورات
جويل عبدالعال

منتدى سفير الختامي - دور الشباب السياسي غير الحاضر في صناعة القرار وتحديات التنمية وسط الاحتلال وقمع الحريات‪ - ‬جويل عبدالعال
 
أُقيم منتدى سفير الختامي في باريس هذا العام في ظل استمرار مجازر الإبادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي في غزة منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023. وفي حين يواصل الاحتلال ارتكاب انتهاكات حقوقية بحق شعب غزة، تطرق الشباب/ات المشاركين/ات في المنتدى إلى تحديات واقع بلدانهم/ن السياسية، فتصدرت القضية الفلسطينية كمحور رئيسي في النقاشات واللقاءات‪.‬ فقد أثنى المشاركون/ات على ما قدمه برنامج سفير من خبرات قيمة لا سيما حول مهارات إجراء نقد بناء للاستراتيجيات والسياسات الوطنية وتوافقها مع أهداف التنمية المستدامة وأجندة 2030‪.‬ وانطلاقا من‪ ‬هنا، ومع استمرار الحرب في غزة، كان لا بد من تحول هذا المنتدى الختامي الى مساحة لإجراء نقد مكثف من خلالها، ليتخللها خيبات الأمل الناتجة عن ازدواجية المعايير الحقوقية والإنسانية، بحيث اعتبر المشاركون/ات أن التنمية تحولت لتصبح قضية جزئية تتقاطع مع مصالح سياسية‪.‬
‪ ‬
 
وخلال الجلسة في وزارة أوروبا والشؤون الخارجية، تحدثت تمارا الطيبي، احدى المشاركات في برنامج سفير من فلسطين، حول تجربتها في البرنامج وعن المبادرة التي عملت عليها ضمن فريق من المشاركين/ات من البرنامج نفسه في فلسطين، بحيث شكلت الحرب في غزة تحديًا كبيرًا لتنفيذها بالتشارك مع كافة الشباب/ات، خاصةً في هذا القطاع. لتتطرق بعدها إلى واقع التنمية المستدامة في فلسطين، مشيرة إلى نقص المقومات الأساسية لتحقيق أهداف التنمية، بحيث تشهد المنطقة انحدارًا كبيرًا، وتراجعا في الوضع مئتي عام إلى الوراء، مترافقة مع تدهور الحالة الصحية إلى ازدياد معدلات الفقر وتأخر الأطفال والشباب عن متابعة تعليمهم/ن‪.‬
‪ ‬
 
كما وأشار المشاركين/ات الفلسطينيين/ات، خلال ورش العمل والنقاشات التي شاركنا فيها على مدى ثلاثة أيام، إلى مجموعة من الإشكاليات، منها تغييب الحياة الديمقراطية وصولاً إلى حالة اللجوء التي يعيشها العديد من الفلسطينيين/ات في وطنهم/ن، الى جانب فقدان حرية الرأي والتعبير والتنقل بسبب الحصار والحواجز التي يفرضها الاحتلال، مع تعتيم على الحقوق الأساسية‪.‬
‪ ‬
 
تأثير التمويلات المشروطة وازدواجية المعايير الحقوقية على مسارات التنمية
 
في نفس السياق، ناقش المشاركون/ات في المنتدى الختامي لبرنامج سفير، قضية ازدواجية المعايير في تطبيق حقوق الإنسان والمعاهدات الدولية، وكذلك حرية الرأي والتعبير‪.‬ وعليه لفتت جمان الخطيب، باحثة حقوقية واحدى المشاركات في برنامج سفير، على وجود قوانين في الاردن تفتقر للمعايير الواضحة المنصوص عليها ضمن حقوق الانسان والمعاهدات الدولية، ووصفت هذا الواقع بأنه تحد قانوني يؤثر على ترسيخ حقوق الانسان، ويمكن أن يكون مشابها للأوضاع في العديد من الدول.
‪ ‬
 
كما تحدث الشباب/ات أيضًا عن المؤسسات الحقوقية في بلدانهم/ن، التي لا تنظر بشكل فعلي إلى جذور المشكلة، وتقوم بتنفيذ البرامج الممولة فقط. مشيرين/ات، انه على سبيل المثال، ان المؤسسات العاملة في فلسطين في قضايا الشباب تعمل في بعض الأحيان في تنفيذ فقط البرامج الممولة بدون ان تلتفت الى التحديات والعقبات الجذرية التي تواجه القضايا الشبابية، بحيث لا يمكن أن نتناول حقوق الشباب/ات في فلسطين بدون التحدث عن الاحتلال وتداعياته على هذه القضايا‪.‬ وقد تطرقوا/ن أيضًا إلى عمل منظمات الأمم المتحدة الحقوقية، حيث لاحظوا/ن العديد من ازدواجية المعايير الإنسانية خاصة عندما تعلق الوضع في الحرب والابادة الجماعية الواقعة في قطاع غزة، وقد فُرضت على العاملين/ات فيها قيود، بحيث تم منعهم/ن من نشر أي محتوى يدعم القضية الفلسطينية، حتى على حساباتهم/ن الخاصة‪.‬ وعبّر قسم آخر من الشباب/ات عن قناعتهم/ن بأن التمويلات تكون فعليًا مشروطة بالسياسات والمواقف، وتكبّل القدرة على إصدار أو التعبير عن أي مواقف تتعارض مع تلك التمويلات المشروطة. وعليه، قد تضطر دولنا بحكوماتها إلى إصدار مواقف سياسية تتعارض مع رؤية الشعب والمسار الحقوقي، مجبرة بسبب تلك التمويلات والتي قد تفرض عليها عقوبات اقتصادية وسياسية، مما قد تؤدي بدورها إلى تفاقم الأزمات القائمة في بلداننا مثل زيادة البطالة وتدهور الوضع الاقتصادي.
‪ ‬
 
أما على صعيد حرية الرأي والتعبير، فتظهر أهمية الارتباط الوثيق بين هذه الحريات والمسار التنموي وحقوق الإنسان، حيث يلعب هذا الارتباط دورًا حيويًا في نقل أصوات الفئات المهمشة. ولكن الحرب الفلسطينية كشفت عن ازدواجية معايير حرية الراي والتعبير كما حقوق الانسان، حيث أظهرت الأنظمة السياسية المدعية للديمقراطية والحريات وجوهها القمعية. ولذلك، كان لا بد من تسليط الضوء على قمع الحريات خلال جلساتنا ونقاشاتنا لا سيما تلك التي فرضت على مواقع التواصل الاجتماعي لحجب الصورة الحقيقية عن العالم للجرائم التي يمارسها الاحتلال الاسرائيلي، إضافة الى الممارسات القمعية التي انتهجتها بعض الأنظمة في الدول الأوروبية برغم التقدمية‪.‬ فمثلا، حظرت فرنسا المظاهرات المؤيدة لفلسطين بحجة أنها قد تؤدي إلى الإخلال بالنظام العام في فرنسا، وفرضت عقوبات وقيود على الصحافيين/ات العاملين/ات في بلادها‪.‬ في الوقت نفسه يستمر الاحتلال الإسرائيلي، باستهداف واغتيال متعمد ومقصود للصحفيين/ات في فلسطين ولبنان والذي كان اخرها اغتياله للصحافية فرح عمر والمصور ربيع المعماري بعد استهدافه واغتياله للمصور عصام عبدالله ‪…‬
‪ ‬
 
توصيات الشباب/ات في منتدى سفير لتحقيق التنمية المستدامة
 
إذا نظرنا إلى الأمور بشكل تحليلي شامل، يظهر أن أي نقاش حول تنمية مستدامة من الناحية الحقوقية لا يمكن أن يحقق نجاحًا دون أن يكون الارتكاز الرئيسي والعامود الفقري له هو فلسطين. وبناءً على ذلك، لا يمكن أيضًا تحقيق تقدم في برامج وتطلعات إنسانية إذا تم تجاهل جميع التحديات التي تواجهها تحت سيطرة الاحتلال السياسية والاقتصادية والعسكرية وغيره. لذا، ينبغي على أي محاولات تنمية تهدف إلى بناء سلام عادل أن تعترف بحقوق الشعب الفلسطيني وتستند إلى منهج حقوقي إنساني‪.‬
‪ ‬
 
وفي هذا الصدد يشدد المشارك في برنامج سفير، محمد علي يوسف، خلال مداخلته في وزارة أوروبا والشؤون الخارجية، على التأثير الإيجابي لمشروع سفير في بداية مشاركته، ولكن مع اندلاع الحرب في غزة وعدم تمكن عدد من المشاركين/ات الفلسطينيين/ات من الحضور، خاصةً من قطاع غزة، يتساءل عما إذا كانت المصالح السياسية والاقتصادية تأتي أولاً في أولويات الدول في الواقع بدل من تحقيق التنمية المستدامة. من جهة أخرى، تعبّر تمارا، عن فقدان الأمل في أي عملية او مسار تنموي لا يعتمد بدوره على السلام أو حقوق الإنسان، داعيةً جميع الحاضرين في اللقاء إلى تحمل المسؤولية تجاه شباب فلسطين لتفادي فقدان المزيد من الأمل في المستقبل‪.‬
‪ ‬
 
وفي سياق الواقع المأساوي، يرى الشباب/ات المشاركين/ات في البرنامج أن وجهات نظرهم/ن وآراؤهم/ن قد تغيرت، وأن جميع الجهود المبذولة في التنمية تعد مجرد عناوين، خاصةً في إطار أجندة 2030 للتنمية المستدامة. ويعبرون/ن عن رؤيتهم/ن لما بعد 2030، مشيرين/ات إلى أهمية جعل الشباب شركاء في وضع وصياغة السياسات، حيث يكون لديهم/ن الفعالية في تحديد جذور المشكلات والتعامل مع التحديات، رافضين/ات البرامج والحلول المتجزأة والمفروضة عليهم/ن ولا سيما المرتبطة بأجندات سياسية مشروطة، مطالبين/ات بأن يكون الشباب/ات جزءًا فعّالًا في وضع السياسات، خاصةً مع إصرارهم/ن ومحاولاتهم/ن المستمرة لنقل أصواتهم/ن رغم كل سياسات الحصار والتضييق.
 
 
جويل عبدالعال
 


احدث المنشورات
Dec 07, 2024
النشرة الشهرية لشهر تشرين الثاني/نوفمبر 2024
Dec 03, 2024
الديون السيادية في المنطقة العربية: بين استدامتها وعدالة السياسات الضريبية - أحمد محمد عوض