منطقة مشتعلة
العدد الثامن - ٤ تشرين أول/اكتوبر ٢٠٢٤
توّسع الاعمال العسكرية الى المنطقة
قطع المعابر، استهداف الطواقم الطبية في لبنان وتطور مقلق في الضفة
تستمر الحرب التي شنَّتها إسرائيل ضد لبنان وغزة والضفة الغربية. وفي تطور لافت، استهدفت غارة جوية يوم الجمعة المعبر الحدودي الرئيسي بين لبنان وسوريا، مما أدى إلى تعقيد الأزمة الإنسانية. أصابت الضربة جزءًا من الطريق بالقرب من معبر المصنع، الواقع على بعد 700 متر من نقطة التفتيش اللبنانية وحوالي خمس كيلومترات من الحدود السورية. وقد أدى هذا إلى منع وصول المركبات الى المعبر الحيوي خاصة للأشخاص الفارين من القصف العشوائي، وكذلك لإيصال المساعدات الإنسانية.
وأعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة يوم الجمعة، استشهاد 41802 شخصان منذ اندلعت الحرب قبل نحو عام.
وقالت الوزارة في تقريرها الإحصائي اليومي إن الجيش الإسرائيلي "ارتكب ثلاث مجازر ضد العائلات في القطاع، وصل منها إلى المستشفيات 14 شهيدا و50 إصابة"، وذلك خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية.
كما عاشت الضفة الغربية (الجمعة) على وقع التصعيد الإسرائيلي في طولكرم، بعد الضربة الجوية هي الأولى من نوعها في المدينة منذ الانتفاضة الثانية التي اندلعت عام 2000، لتشكَّل منحنى خطيراً في طبيعة وشكل وحجم الهجمات في الضفة. حيث صعَّدت إسرائيل هجماتها في الضفة الغربية منذ بدء الحرب في قطاع غزة في السابع من أكتوبر. فقتلت أكثر من 720 فلسطينياً، في هجمات متفرقة اتسمت بإعادة استخدام الطائرات في عمليات اغتيال، وتنفيذ عمليات واسعة. كما خصصَّت اسرائيل موارد كبيرة للضفة الغربية، ودفع الجيش بثلاث كتائب احتياط إلى الضفة، قبل أيام، لأهداف «تشغيلية ودفاعية»، وللقيام بمهام «عملياتية».
التطورات الميدانية
شنَّ الطيران الإسرائيلي أعنف غارة على الضاحية الجنوبية مشابهة لتلك التي شنها يوم 27 سبتمبر والتي أدت الى اغتيال أمين عام حزب الله حسن نصر الله. واشارت إسرائيل انها استهدفت اجتماعا للقيادة الجديدة لحزب الله ومن ضمنها هاشم صفي الدين المرشح لخلافة حسن نصر الله.
ولم تؤكد القيادة الإسرائيلية نتائج الغارة. الا ان اللافت هو منعها طواقم الاسعاف والدفاع المدني من وصول عمال الإغاثة والاسعاف بعد ان هددت إسرائيل بقصفهم.
أصدر الجيش الإسرائيلي تحذيرات جديدة يوم الجمعة لسكان عشرين بلدة وقرية أخرى في جنوب لبنان، وحثهم على المغادرة على الفور. وهناك قلق متزايد داخل لبنان من أن إسرائيل ربما تستعد لإعادة احتلال أجزاء من جنوب لبنان.
كما أعلنت وزارة الصحة اللبنانية ان ست مستشفيات في مناطق عدة من الجنوب والبقاع الغربي أصبحت خارج الخدمة بعد ان تم استهدافها او اشتداد الحصار على القرى الامامية الحدودية في الجنوب، وقطع الطرق وخطوط الامداد، وصعوبة وصول الطواقم الطبية والتمريضية والادارية اليها، وانقطاع التيار الكهربائي ومادة المازوت والادوية والمستلزمات الطبية والغذاء والمياه. علما ان إسرائيل رفضت إعطاء إذن لطواقم الإسعاف عبر "قوات الطوارئ الدولية اليونيفيل" للدخول وإجلاء الإصابات من مستشفى صلاح غندور في بنت جبيل.
واستمر استهداف المسعفين، حيث أعلنت الهيئة الصحية الإسلامية عن استهداف 11 مسعفا من طواقم الإسعاف في جنوب لبنان.
وبحسب تقرير صدر عن وحدة إدارة مخاطر الكوارث التابعة لمجلس الوزراء، تم خلال الاربعة وعشرون ساعة الماضية تسجيل 153 غارة جوية وقصف ليصل العدد الإجمالي للاعتداءات منذ بداية العدوان إلى 8,967 اعتداء.
وصدر عن وزارة الصحة اللبنانية حصيلة الشهداء والجرحى خلال الأربعة وعشرين ساعة الماضية، حيث تم تسجيل 37 شهيدا و151 جريحا. ليرتفع العدد الإجمالي منذ بدء العدوان إلى 2,011 شهيدا وأكثر من عشرة آلاف جريح.
بدأت السنترالات في منطقة الجنوب بالخروج من الخدمة تدريجياً بسبب عدم قدرة وصول فرق الصيانة ومدها بمادة المازوت وصيانة البطاريات ما يهدد بانقطاع الاتصالات عن المنطقة بالكامل.
وطالت الغارات الجوية منطقة الشمال حيث نفذت ضربة في مخيم اللاجئين الفلسطينيين في البداوي المتاخم لمدينة طرابلس عاصمة الشمال. وقد استهدفت قياديا في حركة حماس واجهزت عليه مع عائلته. علما ان المخيم يستضيف 1200 عائلة نازحة من المناطق التي تتعرض للعدوان الإسرائيلي.
لبنان: التطورات السياسية
وصل وفد إيراني يضمّ وزير الخارجية ونواب في البرلمان ورئيس جمعية الهلال الأحمر الايراني إلى بيروت والتقى بعدد من المسؤولين اللبنانيين. وصرح وزير الخارجية بعد لقائه مع رئيس مجلس النواب نبيه بري ان هجوم إيران على إسرائيل كان دفاعا عن النفس وردا على الهجمات على المصالح الإيرانية. حمل تصريح وزير الخارجية الإيراني رسائل متعددة الاتجاهات فمن جهة أشار الى دعم لبنان وحزب الله، مؤكدا على الربط بين وقف إطلاق النار في لبنان وفي غزة. وهو يلاقي في ذلك دعوة المرشد الأعلى للجمهورية الإيرانية التي جاءت في خطبة صلاة الجمعية لتأبين حسن نصر الله، لاستمرار المقاومة في لبنان وفلسطين. أما في ما يتعلق بالرد الإيراني على أي رد إسرائيلي على القصف الصاروخي الأخير، فقد رسم المرشد معادلة تقول بعدم التراجع وعدم التسرع في آن.
أتت تصريحات الخامنئي في طهران ووزير الخارجية الإيراني من بيروت بالتزامن مع الجهود التي تبذل محليا لتفعيل المبادرة السياسية التي أطلقها أول أمس رئيسي الحكومة ومجلس النواب والوزير السابق وليد جنبلاط والتي دعت الى وقف إطلاق النار وتنفيذ القرار 1701 وارسال الجيش اللبناني الى الجنوب وانتخاب رئيس الجمهورية توافقي.كثفت عدد من الدول خطط إجلاء رعاياها من لبنان. وعلى مدى الايام السابقة تم اجلاء العشرات من رعايا اليونان، قبرص، بلغاريا، اسبانيا، المانيا، البرتغال، فرنسا، تركيا، والمملكة المتحدة، وكندا عبر البحر وعبر طائرات عسكرية حطت في مطار بيروت.
الاستجابة الانسانية
تم فتح 931 مركزا لاستقبال النازحين منها 707 مراكز في المدارس الرسمية والمجمعات التربوية والمعاهد المهنية والجامعات التي حددتها وزارة التربية والتعليم العالي والمعاهد التابعة لوزارة الزراعة والمدارس الرسمية، بالإضافة إلى المراكز في المرافق الخاصة في مختلف المناطق اللبنانية. وذكر تقرير صدر عن لجنة إدارة الكوارث ان 900 مركز امتلأت بالكامل في الوقت الذي لا زالت اعداد النازحين تتفق من المناطق التي تتعرض للقصف الإسرائيلي.
تم تسجيل 172,100 نازحا في مراكز الإيواء الواردة في اللوائح الصادرة عن غرفة العمليات الوطنية. وأعلنت لجنة ادارة الكوارث في محافظة الشمال في تقريرها اليومي، ان اعداد النازحين في تزايد مستمر الى الاقضية الشمالية كافة، ووصل عدد النازحين اليوم في 4 تشرين الاول، والذين استقبلوا في المراكز المعتمدة من قبل اللجنة الوطنية، الى 13,880 نازح
عبرت المنظمات الدولية العاملة في مجال الإغاثة عن قلق بعد قصف الحدود اللبنانية السورية ما أدى الى اغلاقها ما يؤثر على وصول البضائع عن طريق البر ـ وقد اكد على ذلك ماثيو هولينجورث، مدير برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة. كما أكدَّ على الحاجة الملحة إلى إبقاء طرق أخرى، وخاصة في شمال لبنان، مفتوحة لضمان استمرار حركة الناس والمساعدات.
وقد حاز انطلاق العام الدراسي الجديد حيزا من النقاش بين الجهاز التعليمي والأهالي والحكومة اللبنانية والذي تناول أفكارا حول كيفية انقاذ العام الدراسي 2024- 2025 في ظل توقعات ان الازمة قد تطول وفي ظل اشغال أكثر من 900 مدرسة رسمية لإيواء النازحين بالإضافة الى الظروف الاستثنائية التي يعيشها الجسم التربوي من معلمين وطلاب وإدارة.
من الأفكار ان تنطلق المدارس الخاصة (لاسيما الكاثوليكية) مع اقتراح بان توفر دواما ثانيا للطلاب من الجنوب والبقاع وطلاب المدراس الرسمية المشغولة. علما ان الجامعات الخاصة بدأت التحضير للمباشرة بالعام الدراسي بشكل افتراضي.
الاستجابة الدولية
استجاب عدد من الدول الى النداء الإنساني المشترك الذي أطلقته الأمم المتحدة والحكومة اللبنانية حيث وصلت عدة طائرات تحمل مساعدات انسانية الى مطار بيروت
مواقف دولية
طالب الرئيس الإسرائيلي بعزل الأمين العام للأمم المتحدة انطوميو غوتيريس بعد ان أصبح شخصا غير مرغوب فيه. في حين أعلنت حكومة النروج انها تدعم الأمين العام وترفض التعرض له، كما أعلنت الخارجية الفرنسية انها تأسف للمواقف الإسرائيلية غير المبررة وتدعو الى عدم التعرض الى الامين العام للأمم المتحدة.
أعلنت مجموعة السبع تأييدها لجهود الولايات المتحدة وقطر ومصر للتوصل إلى صفقة سياسية شاملة انسجاما مع قرار مجلس الأمن، وكررت دعوتها إلى وقف فوري لإطلاق النار والإفراج غير المشروط عن كل الرهائن وزيادة المساعدات.
وأعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر ان الشرق الأوسط على شفا صراع مسلح إقليمي والمدنيون هم الأكثر عرضة للخطر.
وصرح الرئيس التركي رجب طيب اردوغان ان إسرائيل" تنفذ عدوانها على فلسطين ولبنان وتقوم بتصعيد الأمور وتوسيع رقعة الصراع، ومن يقدم الأسلحة لها يكون مشارك في العدوان
ودعت الأمم المتحدة إلى إجراء تحقيق مستقل في المجزرة التي وقعت في طولكرم غربي الضفة العربية، واصفة الغارة بأنها جزء من نمط مقلق من الاستخدام غير القانوني للقوة من قبل إسرائيل. وحث الأمين العام المجتمع الدولي على التكاتف بشكل عاجل لمعالجة هذه الدورة المتصاعدة من العنف والعمل على إنهاء الاحتلال والعودة إلى مسار حل الدولتين. بدوره، قال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إنه ينسق زيارة للمنطقة من قبل وكالات الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية، حيث سيجرون تقييما للأضرار والاحتياجات الإنسانية للوقوف على جهود الاستجابة الطارئة.
جبهتي العراق واليمن
أعلن الجيش الإسرائيلي اليوم الجمعة، عن مقتل اثنين من جنوده من لواء جولاني بشمال إسرائيل. فيما قالت وسائل إعلام إسرائيلية أن الهجوم ناتج عن طائرة مسيرة انطلقت من العراق. وأفادت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن الجنديان الإسرائيليان اللذان أعلن عن مقتلهما ليل الثلاثاء والأربعاء كان نتيجة انفجار طائرة بدون طيار انطلقت من العراق في قاعدة عسكرية شمال الجولان. كما نفذت بعض الفصائل عشرات الهجمات ضد القوات الأميركية المنتشرة في العراق وسوريا في إطار التحالف الدولي المناهض لتنظيم داعش.
وتوسعت العمليات العسكرية لتطال اليمن وتشهد على دخول الولايات المتحدة وبريطانيا في الحرب بعدما نفذ الطيران الامريكي والبريطاني سلسلة غارات استهدفت محافظة الحديدة والعاصمة صنعاء وذمار. وقد استهدفت معسكرا للصيانة بمنطقة الحصبة شمال العاصمة صنعاء. هذا وكان الطيران الحربي الإسرائيلي قد نفذ غارات على الحديدة غربي اليمن منذ خمسة أيام في اقوى ضربة منذ اندلاع الحرب، حيث انها تفوق بحدتها الضربة الجوية التي نفذتها في يوليو الماضي.[i].وقد اشارت بعض المعلومات ان الغارات استهدفت الزعيم الحوثي عبد الملك الحوثي رئيس حركة انصار الله الذي اعلن عن انتقاله الى مكان آمن خارج صنعاء.