Jan 03, 2024
دليل حقوق الإنسان وأجندة التنمية

دليل حقوق الإنسان وأجندة التنمية


المقدمة

المنطقـة ليست علـى المَسـار المـؤدي إلى تحقيق أهداف التنميـة المُسـتدامة. ومن بين عديد التحدّيات والعوائق التي تُواجهها دول المنطقة يَبرز بقوّة ارتفاع مستويات عدم المُساواة، إضافةً إلى ضُعف الالتزام الكامل بحقوق الإنسان كأحد التحدّيات الرئيسية، على الرغم من أن خطة 2030 وأهداف التنمية المُستدامة تدعو إلى تحوّل جذري لناحية إعمال حقوق الإنسان الواجبة للجميع.
 بهذه الكلمات يُمكن أن نَختصر أحد جوانب التقرير العربي للتنمية المُستدامة الذي أصدرته مُنظمة الإسكوا في العام 2020. وهذه الخُلاصات سبق لشبكة المنظمات العربية غير الحكومية للتنمية أن أكّدتها مباشرةً بالتناسق ما بين السياسات المُطبَّقة ومبادئ حقوق الإنسان والديمقراطية: احترام حقوق الإنسان والديمقراطية هما مفتاح نجاح جهود التنمية وتحقيق الأهداف. ومن ثُمّ، لا بدَّ أن يكون إطار وبرنامج وسياسات وأهداف جدول اعمال ما بعد 2015 في تناسقٍ تام مع إطار حقوق الإنسان.


تَنطلق شبكة المنظمات العربية غير الحكومية للتنمية من هذه المُقاربة لإيمانها المُطلق بأن هدف التنمية هو تحسين رفاه كل فردٍ من أفراد المجتمع، إذ إنَّ الناس ليسوا مجرد أدوات يُمكن استغلالها لتحقيق مزيدٍ من الثراء لنُخبٍ محدودة. وإنَّ التنمية الحقيقية تَستأصل وتُعالج أسباب الفَقر والانتهاكات المتعدّدة لحقوق الإنسان التي جرَّدت الناس من السلطة والسيطرة على الموارد وكتمت صوتَهم في حكومتهم واقتصادهم ومجتمعهم، وحَرَمتْهم من المُشاركة على قَدَم المساواة في الحكومة.


بهذا المعنى تمتد أهداف التنمية المُستدامة إلى أبعد من التركيز على حقوق الإنسان الاقتصادية والاجتماعية، فتتناول الحقوق المدنية والسياسية. وهذا أمرٌ طبيعي، إذ لا يُمكن تحقيق التنمية المُستدامة من دون توَجّهٍ إنمائي يَستند على ترابط الحقوق وتآزرها. من هنا، ركَّزت مُعظم الأدبيات على أهمية اعتماد نهــجٍ قائــم علــى حقــوق الإنسان، يُشــكّل نموذجــاً للتنميــة، يَربــط بين خمســة عناصر أساسية هي: السياســية، الاقتصادية، الاجتماعية، البيئية والثقافية. وفقاً لهذا النهج يجــب أن يكون تحقيقُ المســاواة والعدالــة الاجتماعية هدفَ التنمية، وليس مُجرد الحدِّ من الفَقر. وعليــه، يجــب أن تقــوم العدالــة الاجتماعيــة علــى المُشــاركة والإنصــاف والمســاواة وحقــوق الإنسان ومُعالجــة الفَقر الذي لا يُقــاس بطريقــةٍ ماليــة تقليديــة، بــل يَشــمل أيضـاً إمكانيــة الحصول على التعليم والرعاية الصحية والعمل وما إلى ذلك. كما يجب فَهم أنَّ عدم المســاواة يتخذ أشــكالاً عدّة تتضمّن التحيــّزات الجغرافيــة، العرقيــة، الدينيــة والتحيــّز القائم على نوع الجِنس.


الرجاء الضغط هنا لتحميل الدليل كاملًا

احدث المنشورات
Dec 03, 2024
الديون السيادية في المنطقة العربية: بين استدامتها وعدالة السياسات الضريبية - أحمد محمد عوض
Dec 02, 2024
فشل الكوب 29 في حشد التمويل كما في الحشد الدولي لانقاذ المناخ - حبيب معلوف